قالوا لي: اكتب!! قلتُ لهم: ماذا أكتب؟! قالوا: اكتب عن غزة.. قلتُ: وهل غزة بحاجة إلى أن نكتب عنها؟ .. غزة وحدها اليوم تكتبُ أبلغ الكتابات، أروع وأجمل القصائد، أشجع وأقوى الروايات والقصص والحكايات.. هي «غزة» الشعور والشعر، الألم والوجع، الجغرافيا والتاريخ والسياسة والدبلماسية.. الخيار خيارها، والقرار قرارها، والموقف موقفها، بيدها وحدها الحل والعقد.. أما النظام العربي والإسلامي «كالعجوز» التي لا تملك إلا الدعاء. اليوم.. على القادة والزعماء أن يصمتوا، أن يغلقوا أفواههم، فلا شجبهم، ولا تنديدهم، ولا استنكارهم، ولا احتجاجهم يرقى إلى ما تحتاجه وتتطلبه وتريده «غزة»، الرابضة تحت النار التي تلقيها زوارق وطائرات الصهاينة العسكرية دون اعتبار للعرب والمسلمين، ولا للمجتمع الدولي. اليوم.. لا نريد صوتاً عربياً أو إسلامياً.. فلا صوت يعلو على صوت «غزة». ٭ غزة العزة والجهاد. ٭ غزة الشجاعة والفداء. ٭ غزة الإباء والشمم. ٭ غزة الشرف والسمو. ٭ غزة الكرامة والتضحية. ٭ غزة الصمود والصلابة. ٭ غزة الصبر والمصابرة. ٭ غزة المرابطة والرباط. ٭ غزة الإرادة الحرة. «غزة» اليوم.. هي كل الأمة، هي الانسانية المظلومة.. هي من يجب أن يتكلم، وعلى الجميع أن ينصت إليها، ويستمع بأدب واحترام وإكبار وإجلال.. «غزة» اليوم تكتب بالنور والنار قصة الثورة والمقاومة والممانعة، الصواريخ أقلامها، والدم الأحمر القاني حبرها، والأرض الفلسطينية أوراقها.. اليوم «العصر عصر غزة»، و«الجغرافيا جغرافيتها»، و«التاريخ تاريخها».. فمنها بإذن الله تبدأ مسيرة «الفتح المظفر»، وما ذلك على الله بعزيز.. «إن ينصركم الله فلا غالب لكم.. وما النصر إلا من عند الله».. لكن النصر لا يصنعه البكاء والعويل، النصر تحت ظلال السيوف، تحمله خيول المجاهدين، وبيارق المناضلين الأوفياء، الصادقين، المخلصين.. فيا أيها الملأ العربي، الإسلامي، الإنساني تواروا فأنتم ميِّتون، ودعوا غزة تصنع الحياة.