عوّدتنا التجارب المأساوية التي خضناها مع عدو الأمة العربية والإسلامية «اسرائيل الصهيونية» ومن يقف وراءها «أمريكا» والمتآمرون من ذوي القربى.. عوّدتنا هذه التجارب ليس في الصراع بين فلسطين واسرائيل فقط، بل في الصراع الأمريكي العربي أيضاً أن المجرمين الصهاينة ومعهم المتصهينون أضعف من أن يقفوا أمام إرادة الحق وعنفوان الكرامة والعزة العربية والإسلامية برغم كل ما يمتلكونه من أسلحة تدميرية وحشية لسبب بسيط جداً وهو أن روح المقاومة العربية والإسلامية سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو افغانستان أو الصومال .. إلخ... أكبر من كل الطغيان والجبروت الاسرائيلي، وأكبر من كل الصمت الأمريكي والأوروبي أمام كل ما يمارسه هذا العدو من جرائم ضد الإنسانية في غزة الآن وقبلها في لبنانوفلسطين نفسها، وأكبر من كل المؤامرات العربية ضد إرادة المقاومة الوطنية وضد ثقافة المقاومة وضد شرعية الحق الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش حياته الحرة والمستقلة على تراب وطنه فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. لهذا السبب وإلى جانبه تقف أسباب أخرى نجد أن السيناريو التقليدي الجبان الذي يمارسه العدو «اسرائيل في فلسطين» أو ما استخدمته أمريكا في العراق هو كالتالي وعقب كل مجزرة بشعة يقومون بها ضد شعب أعزل ودون وجود أي توازن في العدد والعتاد يستأجرون حفنة من الخونة بدراهم معدودة كعملاء لهم داخل الوطن والشعب المستهدفين؛ يعملون وبكل ما أوتي لهم من تأثير وقوة على تأليب الرأي العالمي ضد تلك الدولة ومن ثم يطبقون عليها الحصار الاقتصادي حتى يصل الناس إلى درجة الذروة في المجاعة وانتشار الأوبئة دون أية رحمة أو إنسانية ولا مراعاة لأطفال أو نساء أو كبار السن... إلخ. يقومون بعد تلك الخطوتين الدنيئتين باستخدام القوة العسكرية الكبرى.. وأقول الكبرى لأنهم ورغم ما قد عملوه إلا أنهم أضعف من أن يدخلوا في المواجهة العسكرية البرية، لذا فإنهم يبدأون باستخدام الطيران والقصف الجوي البشع ليأكل الأخضر واليابس ويهلك الحرث والنسل ويؤدي المهمة الإجرامية في التدمير الكامل لكل البنى التحتية لتلك الدولة وشعبها ويعمل على قتل وجرح وتشريد المئات والآلاف من المواطنين دون تمييز.. وبعد هذا كله يبدأون الحرب البرية وباستخدام كافة الأسلحة المدمرة والمتطورة وضد من؟!.. ضد شعب وقوة لا تمتلك حتى السلاح التقليدي الفردي. ومن هذا نصل مع العدو إلى النتيجة النهائية ألا وهي هزيمته مدحوراً أمام إرادة المقاومة الباسلة رغم كل ما تقدم فيخرج مذموماً مدحوراً أو يظل مهزوماً منكسراً وقد ربح خفي حنين.. والشواهد على ذلك ماثلة أمام العدو الاسرائيلي في فلسطين.. فكم مجزرة إجرامية قامت بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة ورام الله ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا وفي جنوبلبنان، فماذا جنى أمام إرادة وشموخ وبطولة المقاومة الوطنية غير الهزيمة والانكسار؟!. وهل استطاعت اسرائيل رغم كل وحشيتها وأسلحتها وقوة من يدعمها أن تقضي على روح المقاومة الفلسطينية.. كلا ورب الكعبة، وبالمثل أمريكا: بعد غزوها وتدميرها وحصارها واحتلالها للعراق العظيم، هل استطاعت بكل جبروتها وقدراتها أن تقضي على المقاومة الوطنية فيها؟! كلا ورب الكعبة. وبالمثل في أفغانستان، هل قضت أمريكا على طالبان؟. لهذا فإن اسرائيل اليوم وهي تفعل الأفاعيل في غزة تقتل وتدمر وتدوس على كل الشرائع والقيم والأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية وعلى مرأى ومسمع من الدول الكبرى التي تدّعي حماية الحريات وصيانة حقوق الإنسان كأمريكا ودول أوروبا وعلى مسمع ومرأى من كل الدول والأنظمة العربية والإسلامية. أقول لذلك فإن اسرائيل وهي تمارس أبشع جرائمها في التاريخ هل ستستطيع القضاء على روح المقاومة الوطنية الفلسطينية في غزة وكل القطاع وفي كل فلسطين؟!. الإجابة: يستحيل أن يتحقق لها الانتصار الذي تتمناه منذ عقود من الزمن؛ ولكن ما تحقق لإسرائيل إيجابياً جراء هذه الهجمة البربرية على غزة أنها أيقظت صحوة المقاومة الفلسطينية أكثر وعمّدت روح المقاومة بالدم الفلسطيني البطل فبدت إرادة هذه المقاومة قوية أكثر وبدت إرادة وعزيمة وإصرار وصدق المقاومة والتحدي أكثر صلابة وصبراً وإيماناً بالله العلي القدير وبالحق الشرعي. وأن اسرائيل كشفت بهذه الهجمة أنها مازالت ضعيفة، وكشفت وجه المؤامرة الكبرى على فلسطين بما في غزة، فازدادت ثقافة المقاومة انتشاراً في الشارع والعقل العربي، وتعملقت في عيون الشعوب العربية حركة حماس كما تعملق حزب الله في انتصار تموز. فشكراً اسرائيل على ما تبذلينه اليوم من دعم المقاومة بإشعال إرادتها وحماسها.. وإن غداً لناظره قريب، ولا نامت عيون الخونة المتآمرين الجبناء.