لن يتغير شيء من سياسة أمريكا بعد مجيء الرئيس الأسود «أوباما» فإذا تغير شيء فسيكون لمصلحة أمريكا. وقد كانت الدروس التي تلقتها امريكا قاسية إبان حرب «التوراتي» بوش، فلقد خسرت أمريكا سمعتها أمام العالم، إذ ظهرت بصورة المستعمر المتغطرس الذي لا يبالي بأي شيء يقف أمام مصالحه ولو كان تدمير الشعوب هو العائق لتنفيذ خطته. دمر بوش العراق وقتل عشرات الملايين في العراق وافغانستان، وذكر بوش وادارته الأجيال القديمة بأن الاستعمار البغيض لايزال جاثماً ويقظاًََ، فذكرت هذه الأجيال أجيالاً جديدة بأن الاستعمار ليس نهب ثروات وحسب بل قتلاً وتدميراً وخراباً. قال الرئىس الجديد لأمريكا بأن الحرب لم تعد مجدية، وإنه سوف يلجأ إلى طرق جديدة، ولا نعلم ما هي هذه الطرق. الذي نعلمه جيداً ان امريكا دولة مؤسسات، وان أي تغيير سوف يجري وفق خطط وبرامج جديدة تخدم الهدف الأمريكي. وان امريكا هذه تريد أن تكون القطب الوحيد في العالم ولا سبيل إلى ذلك إلا بالقوة والاقتصاد الأقوى الذي بكل تأكيد سيكون على حساب شعوب العالم. الرئىس في أمريكا رئيس تنفيذي يوقع قرارات الإدارة الأمريكية التي تضع السياسيات وترسم المخططات. ان امريكا تحتاج لسنوات لرسم خطط جديدة لمحو سمعتها السيئة الصاخبة التي أثرت على مجريات الأمور في العالم. ولقد كان من نتائجها انهيار اقتصاد العالم الذي كاد ان يكون تابعاً أو سايراً في الفلك الأمريكي. «أوباما» سوف يمضي في تنفيذ سياسة تخدم المصالح الامريكية، وهي السيطرة على ثروات العالم الذي يعد البترول العربي جزءاً منها وان يعمل على استمرار ابتزاز زعماء الخليج لشراء الأسلحة، وضرب كل من تسول له نفسه أن يقول لأمريكا: «لا». ليس «أوباما» شيخ قبيلة؛ ولكنه رئىس مؤسسات تعمل وفق خطط علمية ممنهجة وموضوعية هدفها الأول والأخير هو خدمة المصالح الأمريكية.