في جلسة مقيل قرأ أحدهم مقالاً يسأل عن حياة الشرق الأوسط بعد مجيء رئيس جديد بعد رحيل الإرهابي "جورج بوش" الذي استباح العراق وأباد مليون ونصف من العراقيين، وملايين يعانون الجروح والتشوهات النفسية كالجنون ومرض الرعب، بينما أبيدت مئات الألوف من النخيل الباسقات التي كان لها طلع نضيد من آثار الحرب؟!. وإذا كان هناك سؤال بسطه المقال حول المغزى من أن يكون «أوباما» من الملونين السود أو من المسلمين الأمريكان؛ كان جواب أحد الحاضرين: إن من الصعب أن تقوم بقراءة هذا النص الأمريكي هذه القراءة المفصلة العميقة، ولا تقرأ نصّنا نحن. واستطرد: من البدهي ان تسعى أمريكا كأي امبراطورية عظمى وتحرص على مصالحها ولو كانت هذه المصالح لا تتحقق إلا عن طريق استعمار الشعوب واحتلالها، كما صنعت في العراق، وكما كانت ستصنع بليبيا ولربما ستصنع في أي بلد آخر!!. قال هذا الصديق: إن من حق أمريكا أن تفعل ما تريد؛ لأن لها رؤية ولها مؤسسات، فلماذا نحتج على أية خطوة أو مصادرة أي حق لنا إذا كان الاستراتيجيون الأمريكيون قد قالوا إن أمريكا لن تكون دولة إلا إذا احتلت منطقة الشرق الأوسط حتى حدود الصين، فمن حقهم فعل ذلك مادامت ثرواتنا مصادرة ولا تفيد منها الشعوب!!. لقد أثبتت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها تكيل بأكثر من مكيال وليس بمكيالين وحسب، فلا ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا عدالة. وقال الصديق: إن علينا أن نجيب عن سؤال صريح: لماذا نطلب أن تكون أمريكا عادلة بينما يغيب العدل في منطقتنا، لماذا لا نسأل أنفسنا عن هذه المؤسسات الغائبة، لماذا لا نقف بشجاعة أمام الذين يُدخلون أوطانهم في فتن تمهد للاستعمار الأجنبي؟!. إن أمريكا لا تُقاس بهذا الرئيس أو ذاك؛ وإنما يعمل الرؤساء وفق سياسة مؤسسية واستراتيجية بعيدة المدى.