لا يكفي أن يحدد العرب موقفاً تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة، في ضوء العبارات التي قالها أوباما عن القضية العربية الفلسطينية، والنزاع الصهيوني - العربي، في حديثه يوم الخميس 22/1/2009م.. وعليهم أن يفكروا أن «أوباما» لم يعطِ الفرصة الكافية للاطلاع عن كثب على الملفات الداخلية والخارجية ذات الأهمية للولايات المتحدةالأمريكية، وأن كل ما قاله لايعدو عن كونه عبارات أولية في ضوء خلفية عامة تركتها الإدارات السابقة انطلاقاً من ملفات كلها أكاذيب وأضاليل وزيف... وأن الوقت مازال مبكراً على عهد «أوباما» أو على «العهد الجديد» لأمريكا حسب ما أحبت أن تسميه وزارة الخارجية الأمريكية «هيلاري كلينتون» في كلمتها في نفس اليوم السابق ذكره.. مشيرة إلى أن عهداً جديداً في السياسة الأمريكية قد بدأ.. وهو ما يجب أن يستعد له العرب، ويستثمروه من خلال الاتصال المباشر وغير المباشر مع الرئيس الأمريكي الجديد «أوباما». فرغم ما طرحته الإدارة الجديدة عن قضية الشرق الأوسط والصراع العربي - الصهيوني، إلا أن على العرب أن يلاحظوا الهدوء في الخطاب الأمريكي الجديد، وقابلية هذا الخطاب للتغير والتحول لصالح القضية العربية الفلسطينية إذا ما أحسن العرب إيصال القضية وطرحها مع الرئيس الأمريكي الجديد، لأنه ليس كسابقيه.. ويكفي أن يدرك العرب أن هذا الرئيس لم يكن من بين «الكاوبوي»، ولم يكن «من ملوك النفط»، ولم يكن من «أباطرة صناعة الأسلحة وتجارتها»، ولم يكن من «قوى الاقتصاد الأمبريالية»، بل هو من فئة كانت ومازالت مضطهدة، مُورس ضدها التمييز، والقهر.. كما أنه رجل قد اختار دراسة الحقوق، واختياره ينبع من إحساسه بالحاجة للدفاع عن المقهورين والمظلومين، لذا اشتغل في المحاماة.. والمحامي في بلد مثل الولاياتالمتحدة يُعنى بالبحث والسعي للوصول إلى الحق والعدل.. إنه رجل قانون، وبالإمكان أن يتواصل معه العرب مباشرة وطرح القضية العربية الفلسطينية معه كمحامٍ يوكلونه في قضيتهم، أي أن يخاطبوا فيه الاتجاهات القانونية والإنسانية، ويطرحوا أمامه ملف القضية بطريقة مرافعة أمام قاضٍ يرجون منه العدالة.. ولا أعتقد إلا أنهم لو بدأوا إحاطته بلُوبٍ عربي ممن لهم ثقل في الولاياتالمتحدة، مثل بعض الدكاترة العرب في الجامعات الأمريكية والاختصاصيين في القانون، والعلوم السياسية، والعلاقات الدولية، ليعملوا بصورة دائمة لاحتواء «أوباما» للعدل في القضية العربية الفلسطينية، إضافة إلى التواصل والاتصال المباشر معه وطرح القضية على حقيقتها، وكشف كل الأخطاء والأكاذيب، والتضليل في كل الملفات التي كانت مطروحة أمام الإدارات السابقة. إن عملاً عربياً جاداً وحثيثاً من خلال القيادات العربية، واللوبي العربي في أمريكا، واللوبي الأمريكي الصديق، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وأي لوبيات تفهم قضيتنا، يمكن أن تساعد على احتواء «أوباما» لعدالة القضية.