يعتقد المؤتمر العام للصحافيين في ظل ظروف صعبة يكابدها ويعانيها الصحافيون، الأمر الذي يستدعي من الإخوة الصحافيين أن يكونوا عند مستوى المسئولية تجاه أنفسهم، بالذات وهم من يقودون الرأي العام، بل ويبنونه بأقلامهم، وأفكارهم، وثقافتهم، وتجاربهم.. إنهم «أي الصحافيون» يصنِّفون بأثقف وأوعى فئة في المجتمع.. وليس من المعقول أن يكونوا في ممارساتهم الانتخابية لقيادة نقابتهم أبلد أُناس في المجتمع بإساءة اختيارهم لقيادتهم النقابية. نقابة الصحافيين، وغيرها من المؤسسات المهنية غير الحكومية، مسختها الحزبية وحولتها إلى كيانات مشلولة غير قادرة على خدمة منسوبيها، ولا تحقق أهدافها المهنية والنهوض بمستوى الصحافة والصحافيين.. فالحزبية حولت هذه المؤسسات المهنية إلى مؤسسات سياسية، فأفرغتها من مهنيتها، وبالتالي ابتعدت بها عن أهدافها. أنا لا ألوم الهيئات المنتخبة، لكن اللوم كله يقع على الصحافيين أنفسهم «أي الجمعية العمومية، أو الهيئة الناخبة».. لأنها أيضاً حين تأتي إلى مؤتمراتها العامة، لا تأتي على أساس الانتماء المهني، وإنما تأتي وفقاً لانتماءاتها الحزبية، وقوائم المرشحين أيضاً تنزل على أساس حزبي، وكلهم يدّعون وصلاً ب«ليلى» وليلى لاتدين لهم بوصلٍ.. فالجميع في المؤتمرات العامة ينطلقون من حزبيتهم، وليس من مهنيتهم، كما أن الصحافيين ومن خلال مؤتمرات سبقت أثبتوا أنهم ليسوا فئة مميزة عن الآخرين، أو لنقل عن العامة، كما يجب أن يكونوا.. فممارساتهم داخل المؤتمرات لاتختلف عن العامة، فلم تمر انتخابات إلا وأثبتوا قطعياً أنهم لايستطيعون انتخاب هيئات إدارية أو قيادات نقابية تمثل مصالحهم، وتحمل همومهم.. فعبر عدة فترات انتخابية لم تحقق النقابة للصحافيين أتفه، وأدنى المتطلبات منها، فما بالنا بالمكاسب.. وهو ما يجعل الصحافيين، بدون نقابة، أو بنقابة سيان.. وإذا كان هناك من مستفيد فهم رؤساء وأعضاء الهيئات النقابية، الذين بمجرد أن تنفض المؤتمرات حتى تبدأ الهيئات النقابية تنشغل بنفسها ومصالحها، وفي طليعة ذلك السفريات والجانب المالي، وغير ذلك مما يحصلون عليه من «أبَّهة ومنجهة» نقابية تفرض حضورهم على أية جهة يتجهون إليها. اليوم.. ينعقد المؤتمر الرابع للنقابة بعد عدة تأجيلات.. وأنا على ثقة تامة أن الصحافيين لن يتغيروا، أو يتبدلوا، فهم كما هم، ولذا ستكون النقابة أو هيئتها الإدارية الجديدة كسابقاتها، لأن الصحافيين أفشل من أن يختاروا نقيباً وهيئة نقابية تمثلهم وتحمل همومهم.. وموضوعي هذا سيذهب أدراج الرياح.. وأتمنى أن يغيِّر الصحافيون نظرتي هذه..!