في الوقت الذي يدعو العرب فيه الكيان الصهيوني إلى السلام الشامل والعادل.. وفي الوقت الذي يدعو فيه الغرب، والولايات المتحدة إلى إطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية - الصهيونية.. وفي الوقت الذي نسمع قيادات الكيان الصهيوني يتحدثون عن السلام.. ومع شكنا في دعوات الغرب «الأمريكي والأوروبي» والكيان الصهيوني ومصداقيتهم لكن لنفترض أنها دعوات صحيحة وصادقة، فما الذي يثبت صحتها ومصداقيتها؟! فكل نوايا نظرية لابد ما تتحول إلى عمل جادٍ حتى تصبح صحيحة وصادقة.. ولو صدق الغرب والصهاينة في كل دعواتهم إلى السلام لكان السلام قد حل في المنطقة منذ عقود مضت.. لكن مصداقية الغرب والصهاينة غير متوافرة. الكيان الصهيوني مستمر في عدوانه، واحتلاله، ورفضه لقرارات الشرعية الدولية، وماضٍ في ممارسة الإرهاب والتدمير والتخريب والتنكيل وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، وسجونه ممتلئة بأكثر من عشرة آلاف فلسطيني ما بين معتقل وأسير.. وهاهو الكيان الغاصب يحاصر غزة ويعتدي عليها بوحشية، ويقر إنشاء مستوطنات جديدة لمئات الآلاف من الصهاينة، ويواصل التخريب تحت المسجد الأقصى، ثم يتكلم عن السلام.. أي سلام يقصد الصهاينة، وهم يوسّعون استيطانهم ويقيمون مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، وفي محيط مدينة القدس ويمضون في تهويد القدس..؟! إن الصهاينة يريدون الاستسلام والتسليم بوجودهم كواقع على أرض الشعب الفلسطيني وبقية الأراضي العربية في الجولان ومزارع شبعا، فأي سلام يتحدثون عنه..؟! إنهم يكذبون.. فلا سلام مع الاحتلال، ولا سلام مع الاستيطان، فكلا الاحتلال والاستيطان ضد السلام.. إذن الغرب والصهاينة يكذبون على العرب والفلسطينيين والعالم، ولو كان الغرب صادقاً في نواياه عن السلام، فإنه قادر على فرض السلام العادل والشامل، وحسب قرارات الشرعية الدولية، وهو من القوة التي تمكنه من إخضاع الكيان الصهيوني للقبول بالسلام العادل والشامل. العرب صادقون في السلام، ويكفي المبادرة العربية التي أقرتها قمة العرب في بيروت في 2002م.. لكن العرب لكي يقرروا السلام لايحتاجون إلى مبادرة فقط.. بل إنهم بحاجة إلى الوحدة والتضامن، واستخدام كل الأسلحة التي بإمكانهم ومنها السياسية، والاقتصادية، والعسكرية «المقاومة» حين لاتنفع المفاوضات في تحقيق السلام العادل والشامل. على أي حال إن الأكيد المؤكد أن الكيان الصهيوني، كيان قرصاني، عدواني، استعماري، استيطاني، كيان عسكري لايفقه أي معاني للسلام.. إنه كيان صاغته وكونته وأقامته مجموعة من العصابات الصهيونية الإرهابية المنظمة والمسلحة الهادفة إلى الحفاظ على الاضطرابات وعدم الاستقرار في المنطقة، والحفاظ على التواجد الغربي الطامع في المنطقة.