في ال «31» من مارس عقدت القمة الثانية «العربية اللاتينية» التي جمعت عدداً من الحكام العرب، ونظرائهم من أمريكا اللاتينية والجنوبية.. أبرزهم «هوغو شافيز رئيس فنزويلا، ورئيس البيرو، ورئيس البرازيل، ورئيس شيلي» هذه القمة عقدت أيضاً في الدوحة.. وهي قمة حديثة الولادة، وعمرها دورتان، وتهدف إلى إقامة شراكة عربية مع أمريكا الجنوبية.. لكن يظهر أن هذه القمة «العربية اللاتينية» لم تستقطب إلا العدد القليل من العرب والرؤساء اللاتينيين.. ومازالت محصورة في عدد قليل من البلدان العربية، والأمريكية الجنوبية. هذا الاتجاه العربي جيد وايجابي، ولا مانع في استمراره.. لكن كما قال الرئيس «موراييس رئيس البيرو، وشافيز رئيس فنزويلا» إن على هذا التجمع العربي الأمريكي الجنوبي أن يتعدى التنظير، والاجتماعات والخطابات الدورية أو السنوية إلى خطوات عملية تنفيذية تشمل القطاعات الرسمية، والقطاعات الخاصة في المجالات ذات الأولوية، والقابلة للتنفيذ، والبعد تماماً عن الشطح والبحث في شراكة قطاعات ومشاريع غير قابلة للتنفيذ، ولا بد ما تبدأ الشراكة في تلك القطاعات التي ستؤدي إلى حل مشاكل إنتاجية وبشرية وحسب متطلبات البلدان وإمكاناتها كضرورات لنجاح الشراكة. لكن مع هذه الشراكة.. هناك اتجاهات أقرب، وذات أولوية كالبدء بالشراكة العربية - العربية، ثم الشراكة العربية - الإسلامية كون المحيط المباشر بالوطن العربي هو الميط الإسلامي مثل تركيا، وإيران، باكستان، والدول الإسلامية الأفريقية، وأندنوسيا.. وتعد تركيا، وباكستان، اليوم ذات إمكانات وقدرات، وخبرات، وكفاءات مؤسسية رسمية وخاصة تمكن الوطن العربي من تبادل الفائدة في التطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي إلى حد كبير جنباً إلى جنب مع إطلاق العنان للبحث العلمي العربي ودعم وإسناد مراكز البحث العربية لتسهم في صنع التطور والتحديث والعصرنة.. لإيجاد شراكة عربية ندية ومتساوية مع المحيطات الأخرى ووفق المنفعة المتبادلة دون استغلال أو ابتزاز.. إن شراكة عربية عربية صادقة ومخلصة وعملية تحتاج من الحكام العرب تجاوز الشخصية السياسية وتجاوز العقلية الأسرية والسلالية والقبلية في العلاقات العربية العربية، وحتى العقلية القطرية إلى العقلية العربية المنفتحة على المحيط الإسلامي، ثم المحيطات الأخرى أفريقية، وآسيوية، وأمريكية جنوبية.. أي شراكة تؤدي إلى عالم جنوبي يتعاطى مع القوى الاقتصادية الشمالية «أوروبية، وأمريكية» وفق سياسة موحدة تفرض الندية والمساواة بين دول الشمال والجنوب.. بحيث تعيد صياغة العلاقات الشمالية الجنوبية على أساس العدل والمصالح والمنافع المتبادلة دون إغماط أو ظلم، أو استبداد، أو استغلال. ولا شك أن عالم الجنوب سيجد من القوى الشمالية من يتعامل معه، وينتصر له كمنافس للغرب مثل «روسيا، الصين، اليابان، الهند، كوريا، الشمالية، وكوبا» في حالة اقترب الجنوب من هذه القوى الاقتصادية ووسع الشراكة معها، وأرى أن المسار العربي في هذه الاتجاهات سوف يحررهم، وينتصر لقضاياهم في التحرير والنهضة والوحدة.