في حساب «الجُمل» يختتم الغين الجدول الشهير ورقمه الألف التامة.. هكذا «1000»، وبحسب الجدول نقرأ ما يلي : الألف واحد، والباء اثنين، والدال ثلاثة..إلخ ، وتنتهي الآحاد بالياء، ورقمها عشرة، ومنها ننتقل إلى العشرات الذي ينتهي بالقاف، ورقمه مائة «100»، ثم ننتقل إلى المئات وننتهي بالغين ورقمه كما أسلفنا ألف «1000». ومن هنا ننتهي إلى أن مدار الغين كمدار النقطة باعتبار أن النقطة أصل الكتابة والحروف والأرقام، والشاهد أن النقطة هي صفر التضعيف الذي يجعل المحدود المتناهي لامتناهياً، وأنه لصيق الآحاد الذي يضاعف الأرقام، كمثابة العشرة والمائة والألف، وبهذا المعنى يصبح الغين مداراً لمدارات الآحاد والعشرات، مع كونه في مدار الأُلوف ، وهو أيضاً مدار التماهي بين الصفر والواحد، ذلك التماهي الذي يجعل الناسوت سر سنا اللاهوت الثاقب كما يقول الدائر في دوائر الحيرة والتساؤل والعرفان : سبحان من أظهر في ناسوته سر سنا لاهوته الثاقب الإشارة هنا أن مقام النقطة لاهوتية دون ريب، ومقام الواحد ناسوتية بقدر مجاورتها للاثنين، ومشعة بسنا اللاهوت بقدر مُحايثتها للصفر. تدور اللغة في مدار الغين؛ لأن الغين ضابط إيقاعها، ومن هنا نستطرد على مدار اللغة كتميمة من تمائم الغين المعنوية والرقمية والدلالية، وأقول استتباعاً : إن الحرف المكتوب ليس إلا ترجماناً لصوت منطوق ومسموع، ولهذا السبب يتّصل الحرف بالصوت اتصال الأصل بالفرع، فالصوت أصل الحرف، وبيانه ذلك التركيب الهندسي النبيل الذي يتمرأى به الحرف، ولأن الحرف بهذه المثابة فإن الصوت بدوره قائم في أساس التوازن ومقتضياته.