نقلت وكالات الأنباء أن دولة عربية مجاورة لاسرائيل تروّج لاعتراف الدول الإسلامية بالكيان الاسرائيلي. وهذا الخبر يحتاج إلى تحقق، فإما أن يكون فيه حذف أو اضافة أو أن يكون صادقاً. فلم أعلم أن هناك استدراكاً على الخبر مما يجعله صحيحاً، وإذا كان صحيحاً فهذا يعني أن العالم العربي قد رضي بالاعتراف بالكيان الاسرائيلي، فلم يبق إلا العالم الإسلامي، والسؤال: يعترف العالم الإسلامي بماذا؟. إن كل العالم بما في ذلك الكيان الاسرائيلي يعلم علم اليقين بأن اسرائيل دويلة مغتصبة دعمتها دول استعمارية معروفة لاحتلال وطن عربي ومقدس اسلامي. ثم لماذا تقوم هذه الدولة بالترويج لمشروع اعتراف العام الإسلامي باسرائيل؟ إنها تعلم يقيناً أن اليهود ليسوا معترفين إلا بحقيقة واحدة في نظرهم هي أن فلسطين أرض يهودية، وأن على حكومتهم أن يطردوا «الخنازير» من محيط القدس. ويقصد ب«الخنازيز» العرب، كما قال وزير الخارجية «ليبرمان» والذي هدد مصر بالإغراق عندما قال بأنه قادر على ضرب «السد العالي»!!. واكتفى الرئيس المصري عندما سأله صحفي: هل ستستقبل هذا الرجل عندما يجيء رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نتنياهو؟!. قال الرئيس: ليس بالضرورة أن نستقبله، فيكفي أن يصطحب معه مدير مكتبه!!. لقد «سامح» الزعماء العرب الكيان الاسرائيلي بفلسطين 48، وقالوا هي لهم بما فيها القدس الغربية.. ويكفي الفلسطينيين أرض ما بعد 48.. يكفي.. يكفي. قال اليهود: هذا العرض غير مناسب، ولن يخدم بادرة السلام، بل إذا أراد العرب السلام فعليهم أن يتركوا فلسطين لأهلها الحقيقيين الذين هم الشعب اليهودي!!. نحن جاهزون أن نعترف بالعرب على شرط أن يعترفوا بفلسطين أنها أرض لليهود، وهذا يعني أن لا يبقى فيها عربي واحد، ثم بعد ذلك عليهم أن يكونوا جيراناً محترمين.. الخ. لا أحسب أن الزعماء العرب قادرون على ابتلاع الإهانة وراء الإهانة من اليهود، وكان على تلك الدولة أن تقول لنا - نحن الشعوب العربية - مقابل ماذا سيكون اعتراف العالم الإسلامي باسرائيل؟!.