زيارة رئيس الجمهورية إلى محافظة تعز تأتي لتفقد أحوال المواطنين في المحافظة وتلمس احتياجاتهم ومشاركتهم احتفالاتهم بالعيد الوطني التاسع عشر للجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة. والحقيقة إن الحديث عن زيارة الرئيس لتعز لا يأتي من باب الانحياز أو التعاطف مع محافظة دون سواها، ولكن من باب المنطق والتاريخ والماضي والحاضر القول بأن تعز تظل شوكة الميزان وجسر العبور لأية معالجات وإصلاحات تستهدف استشراف الأمل والمستقبل لوطن موحد آمن ومستقر ويخطو بثبات نحو تحقيق النهوض التنموي الشامل. تعز الوحدوية البطلة والحالمة بالغد الأفضل لها موقعها الريادي والمميز في تاريخ النضال الثوري والوحدوي حتى عندما كان الوطن مشطراً وكانت حاضنة كل اللقاءات الوحدوية وحاضنة كل المشاريع الوطنية الكبيرة وحاضنة كل المناضلين والشرفاء والمبدعين الذين وضعوا بصمات واضحة في مسيرة هذا الوطن. وبالتالي ونحن نتحدث عمّا يعتمل اليوم في مختلف أنحاء الوطن وعن أهمية الاصطفاف الوطني لحماية الوحدة في مواجهة كل المشاريع التمزيقية عبر خطوات إصلاحية تضع حداً لكل مظاهر الاختلالات والقصور والفساد، فإن تعز تبقى العنوان الأبرز لأية انطلاقة جديدة تستهدف إعادة الاعتبار لكل المناطق المحرومة من المشاريع الخدمية والتنموية وفرص العمل الحقيقية التي تقضي على الفقر والبطالة وتستهدف إعادة الاعتبار لكل القوى الوطنية الشريفة والكفؤة والقادرة على تقديم العطاء والبذل والتضحيات في سبيل تجاوز كافة الإحباطات وكافة المؤامرات والمخططات التي تسعى إلى زعزعة أمن الوطن واستقراره ووحدته وإعاقة المسيرة الديمقراطية والتنموية. موقف وحدوي في خضم التفاعلات على الساحة الوطنية والأصوات التي تصدر من هنا وهناك بشأن الوحدة والدعوات الانفصالية، أجد من باب الإنصاف الإشادة بالموقف الواضح الذي عبّر عنه التنظيم الوحدوي الناصري وخصوصاً بشأن الطرح الانفصالي الذي صدر مجدداً عن رمز الانفصال علي سالم البيض من مقر إقامته في ميونيخ بألمانيا. حيث عبّر التنظيم الوحدوي الناصري وعلى لسان أمين دائرته الإعلامية عن الأسف لما ورد في خطاب البيض، مشيراً إلى أن الأمل كان يحدو التنظيم في أن يعود البيض إلى موقعه في طليعة الاصطفاف الوطني لحماية الوحدة اليمنية من عبث الطائشين والفاسدين، قبل أن يشكّل بخطابه ذاك صدمة كبيرة لكل الوحدويين ليس في اليمن فقط وإنما على مستوى الوطن العربي الكبير. وأكد التنظيم أن الوحدة اليمنية بالنسبة للناصريين ليست مجرد خيار من بين الخيارات التي يطرحها بعض أصحاب المشروعات الصغيرة، وإنما هي قدر حتمي في إطار مشروع حضاري عربي كبير، غير خاضعة حتى لمجرد التفكير في التجوال بين تلك المشروعات أو الخيارات. وبالتالي فإن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري لا يتأخر ولا يتلكأ وهو يعلم موقفه المبدئي المتمسك بالوحدة دون اعتبار للأوزان والتوازنات السياسية، لأن كل الأوزان أو التوازنات السياسية تختل بل وتفقد معناها عندما تكون الوحدة في خطر. ويكفي أنه حدد موقفاً واضحاً بشأن الوحدة وما يحاك ضدها، ونأمل أن تعبر كل الأحزاب عن مثل هذه المواقف بحيث تفرق بين خلافها مع السلطة وبين موقفها من الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.