واهم من يظن أن بإمكانه وقف عجلة التاريخ والعودة باليمن إلى ما كان عليه قبل ال22 من مايو 1990م، وواهم من يعتقد أنه يستطيع النيل من وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً أو يعتبرها ورقة للمساومة وعقد الصفقات المشبوهة مع أعداء الوطن والشعب اليمني لتحقيق مكاسب شخصية ولو كانت على حساب تدمير الوطن ومن يظن أو يعتقد مجرد اعتقاد أن الوحدة مجرد شركة مملوكة لمجموعة أشخاص يحق لهم فض الشراكة وكل واحد يأخذ حصته ويكوِّن شركة خاصة به فهو واهم. فالوحدة ليست ملك الرئيس علي عبدالله صالح الذي عمل بكل إخلاص من أجل تحقيقها ودافع عنها عندما تعرضت للمؤامرة الخيانية عام 1994م وليست ملك المعتوه البغيض الذي نال الشرف إلى جانب الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في التوقيع على إعلان إعادتها يوم ال 22من مايو 1990م ليدخل معه التاريخ من أوسع أبوابه ولكنه سرعان ماأراد الخروج من أضيق الأبواب عندما أعلن الانفصال في عام 1994م وحينما هبت جماهير الشعب من كل حدب وصوب للدفاع عن الوحدة والقضاء على المؤامرة الخيانية، وعندما كانت قوى الوحدة والشرعية الدستورية تقترب من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت كان البيض قد فرّ إلى خارج الحدود وبمعيته المليارات التي قبضها ثمن الانفصال. حيث ظل يعيش في سلطنة عمان منذ ذلك الحين وطوال خمسة عشر عاماًَ كنا نظن أنه قد فضّل الصمت مكفِّراً بذلك عن جريمته الخيانية التي ارتكبها في حق الوطن والشعب ولكنه خيّب ظننا بعد كل هذه السنوات, حينما خرج علينا من إحدى العواصم الأوروبية عبر شاشات التلفاز عشية العيد الوطني التاسع عشر ليعلن دعوته للانفصال ليثبت لكل أبناء الشعب اليمني والعالم أجمع أنه لا زال ذلك المعتوه الذي تعتريه نوبات الجنون ليحكم على نفسه مرة أخرى, ليس بالخروج من أرض الوطن ودائرة الأضواء والحكم وحسب كما حدث عام 1994م وإنما هذه المرة حكم على نفسه بالخروج من دائرة التاريخ والزمن. لقد كان يظن أنه بمجرد ظهررة على شاشات التلفاز ليعلن دعوته لفك الارتباط ومعه كان يظن بقية الخونة والمرتزقة والمتآمرين خارج الوطن أنه سيتم الاستجابة لدعوته.. هكذا صور لهم شيطانهم فصدقوه وتناسوا أن الشعب اليمني لايمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يفرط بوحدته تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت الأسباب وإن كان هناك بعض الواهمين بعودة الماضي التشطيري عليهم أن يراجعوا حساباتهم ويثوبوا إلى رشدهم ويعودوا إلى جادة الصواب قبل فوات الآوان وقبل أن يجدوا أنفسهم في مزبلة التاريخ.. فالانفصال أبعد عليهم من عين الشمس فلن تستطع أية قوة في الوجود أن تنال من وحدة الوطن فهي محروسة بعناية الله سبحانه وتعالى ومحمية بإرادة أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.