نظرياً، يمثل «الحوار» مقدمة كل عمل بشري، والأصل الأول من أصول «السياسة» وعملياً يمثل صداعاً نصفياً مزمناً، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالأحزاب والتنظيمات السياسية - فرضاً - في اليمن!!.. ما ننفقه - كيمنيين - من وقت وجهد، في التحدث عن الحوار والدعوة إليه، أكثر بكثير مما ننفقه على الحوار ذاته!. ويبدو هذا الوضع مريحاً للأحزاب، لأنها على ما يبدو معنية بالكلام والتنظير المجاني، وليست معنية بتحويل الأقوال إلى أفعال، والشعارات إلى سلوك مادي ملموس. تتحاور الأحزاب - سلطة ومعارضة - عن بعد، وعبر البيانات والتصريحات والشتائم «الديمقراطية» المتبادلة.. وفي أحوال شاذة كهذه تحول الحوار إلى أزمة زائدة عن مجموع الأزمات المتراكمة، والتي هي بحاجة إلى حوار - لحلِّها!!. والناتج الطبيعي - أو غير الطبيعي - هو أننا بحاجة إلى حوار أول لحل مشاكل الحوار ذاته قبل أن نتحاور من أجل حل المشاكل الأخرى التي تبحث عن حوار منتج للحلول وليس للأزمات والمصائب!. «الحوار عن طريق المراسلة» قد يكون هو الاختراع اليمني الفذ والوحيد لكسر الحاجز النفسي المقام - جداراً - يحول دون إمكانية التقاء الفرقاء السياسيين على طاولة الحوار!!. ماذا نقول؟!.. عليهم أن يخجلوا من أنفسهم وأن يحفظوا ما تبقى لهم من ماء الوجه، هذا إذا بقي شيء منه ولو قطرات قليلة؟!. أشهد أن الشارع والعوام أذكى بكثير من قيادات حزبية ترهن الوطن وأهله لمزاجها الشخصي الملوث بالعناد والانتقام والمكابرة وروح الخصومة والكراهية المنتنة. اذهبوا إلى الحوار - لا بارك الله فيكم - إن لم تفعلوا، أو استقيلوا من السياسة ودعوا هذا الشعب يحاور مستقبله ويجد له وجوهاً جديدة لم يأكلها الزمن ولم تأكل نصيبها منه!. شكراً لأنكم تبتسمون