المنظمات التي تتدثر بالطابع والمظهر الانساني في أنحاء العالم، وبقدر ما تعطي شيئاً من المساعدات التي ترافقها دعاية طاغية ميدانية في بدايات تواجدها في الدول الفقيرة وأماكن الكوارث الطبيعية والنزاعات المحلية أو الاقليمية، بقدر ما تأخذ مالاً تأخذه الجيوش المنتصرة من غنائم مادية ومعنوية.. فنحن الآن في واقع ملموس في دارفور السودانية وفي جنوب السودان قبل أن يستقل عن السلطات المركزية في معظم الجوانب والأمور، فقد كانت الحكومة السودانية تحذر من أهداف وأعمال عدة منظمات وصفت بأنها تقدم مساعدات للفارين من أماكن المعارك بين القبائل أو الجيش والمتمردين المسلحين مثل العدل والمساواة حيث تستغل الظروف القاسية للجميع إلا أنها تنحاز إلى جانب المتمردين عن المدنيين الذين يعملون ويتحدثون باسم فئات أخرى غير عربية كما يقال وينشرون الدين المسيحي على نطاق واسع وعندما وصل دورها حد التهديد المباشر بسيادة واستقلال السودان قررت الحكومة السودانية طردها وإعادة تنظيم عملها والاطلاع على برامجها ومراقبة نشاطاتها غير الانسانية العاجلة والمعروفة بما في ذلك نشاط الهلال الأحمر الدولي الذي أثبت أنه لايحول دون استهداف المدنيين والبنية التحتية كما حدث في غزة أثناء العدوان الاسرائيلي عليها في بداية هذا العام. واغتاظت الولاياتالمتحدة ودول أوروبا من الاجراء السوداني وطلبت من الأممالمتحدة وخاصة مجلس الأمن انتقاد الحكومة السودانية وتحذيرها إذا لم تعد تلك المنظمات إلى دار فور، وتمسكت حكومة السودان بحقها في منع تلك المنظمات من العودة إلا بعضها ووفق شروط لاتتعارض مع استقلال وأمن السودان، وقد أثمرت الضغوطات الأمريكية والأوروبية موافقة حكومة الخرطوم على عودة بعض المنظمات شريطة أن تخضع لإشراف الحكومة السودانية ولاتتدخل في الأمور التي لاتعنيها. وفي اليمن حضرت عدة منظمات منذ وقت طويل بأسماء وعناوين وتحت مظلة بعض البنوك والصناديق الدولية الممولة لبعض المشاريع الزراعية والصحية وكان اليمنيون الموظفون يشكون من تحركات مايسمى الخبراء والأموال الطائلة التي يخصمونها من القروض وفوائدها المجحفة وفي نفس الوقت كانوا يمارسون نشاطات ضارة جداً بالزراعة والتربة وقضوا على ماكان اليمنيون الموظفون وأصحاب المزارع قد حققوه من نجاحات ملموسة بجهودهم الذاتية وخبراتهم وتجاربهم المكتسبة. ثم ما لبثنا أن سمعنا عن تعدد المنظمات وبأسماء مختلفة لكنها في هدفها ومضمونها تلتقي عند إحداث تغيرات وفجوات اجتماعية وأسرية من خلال النشاطات والجمعيات النسائية وتلك التي ادعت أنها تعين بعض الفئات على الاندماج في المجتمع بإلقاء محاضرات وبناء مساكن وأقامت حلقات دراسية إلى آخرها، وهذه أمور لاتخفى على أحد بما في ذلك الناس العاديون.