لرمضان أيامه ولياليه بما فيها من خصوصيات روحانية عند المسلمين ومايجب معرفته عن هذا الشهر الفضيل من كونه محطة عبادة لها خصوصيتها . يجب أن نعرف أن هذه اللحظات ليست محطة موسمية وقتية تنتهي بانتهاء الثلاثين يوماً والمتأمل في هذه اللحظات الإيمانية لابد وأن يستشعر في قرارة نفسه أن التغيير ضرورة من ضرورات حياتنا إلى الأفضل على اعتبار أنه باب مفتوح لكل الجهود الخيرة ولنا في الوقائع والأحداث التاريخية الرمضانية خير مثال حيث كانت في رمضان وفي مقدمة ذلك الفتوحات الاسلامية التي كان فيها النصر والعزة للإسلام والمسلمين على أعدائهم وما تحقق من انتصارات.. كانت البداية هي الانتصار على النفس البشرية بمعنى الخروج من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وهنا كان لابد من الوقوف وبحزم موقف المحاسب للنفس وردعها من شهواتها المادية الدنيوية ابتداءً بالاستعداد وإعداد العدة لهذا الشهر لاسيما وقد غلب الطابع المادي على الروحي التعبدي وقد سلك أغلب الناس وأعدوا العدة مما لذ وطاب منذ وقت مبكر، فهذا التاجر قد حد شفرات سكينه استعداداً لاستقبال زبائنه الذين لايزورونه إلا في رمضان على الأغلب لشراء مايحتاجونه من متطلبات هذا الشهر من المواد الغذائىة متناسياً هذا التاجر أخلاقيات التعامل وأن الدين المعاملة،. وهذه القنوات الفضائية قد أعدت واستعدت للمشاهد ونصبت الكمائن لتوقعه في أكثر من فخ، أغلبها برامج هابطة لاتمت للشهر الفضيل بصلة بل قد تصل إلى الحد الذي تجرح فيه صوم المشاهد مستغلةً التفاوت الثقافي والتعليمي لكثير من الناس، وعن فخ المسابقات الرمضانية حدث ولاحرج ففيها تخسر الكثير عبر الاتصالات المتكررة وتجني الحسرة والندم عندما تعرف أن حقيقة ذلك ليس إلا الضحك على الناس بوسائل تكنولوجية ومع توسع الفساد الأخلاقي تزيد الفجوة توسعاً مع زحمة القنوات التي تبث ماتطبخه خلف كواليسها من أعمال تلفزيونية هابطة. غير أن البيوت العامرة بالإيمان وهي كثر تذكرنا أن الدنيا لاتزال بخير مادام فينا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لذا يظل الآباء والأمهات هم المدرسة الأولى داخل هذه البيوت من منطلق أن كل ما يبث ليس بالضرورة موجهاً لنا نحن أمة الاسلام حيث لنا تقاليدنا وعاداتنا برغم الهجمة الشرسة المادية والتكنولوجية على الاسلام والمسلمين ومنها القنوات الفضائىة الموجهة في هذا الفضاء المفتوح دون حواجز. فهل آن الأوان أن نجعل من شهر رمضان المبارك نقطة انطلاقة صحيحة على اعتبار أنه مدرسة يومية نتعلم منه الكثير من خلال الحكمة من فرضه وكونه شهر الصبر وأن في معانيه الايمانية مايعني الكثير من ذلك، على سبيل المثال تذكر الأغنياء مايعانيه الفقراء في وقت الفاقة والحاجة إلى لقمة العيش طيلة أيام السنة من هذه الحقائق التي تكاد أن تكون منطلقات حقيقية لمراجعة الذات الانسانية المحاطة بالنفس اللوامة والأنفس الأخرى وبالتالي جعل ذلك محطة مراجعة ذاتية فإن لم يتب الانسان في رمضان فمتى وقد تكالبت عليه الأخطاء وتراكمت يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ويبقى اليوم الموعود يوم أجل الانسان في علم الغيب.