«للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه» كما ورد في الحديث القدسي. وفي مدينة تعز للصائمين فرحتان اضافيتان إلى فرحة الفطر وفرحة لقاء الخالق سبحانه وتعالى وهما فرحة وصول المياه إلى منازلهم بعد فترة انقطاع طويلة تصل إلى أكثرمن ثلاثين يوماً وفرحة لحظة عودة التيار الكهربائي بعد كل فترة انقطاع تصل الواحدة منها إلى أكثر من ثلاث ساعات وأحياناً أربع إلى ست ساعات في المرة الواحدة حيث يصل عدد المرات التي يتم فيها قطع التيار في اليوم الواحد مرتين إلى ثلاث مرات وفي كل مرة يتم إعادة التيار لا تزيد فترة الاضاءة عن الساعة والساعتين في أحسن الأحوال وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ولكن المصيبة أن الموظفين الذين أوكلت إليهم مهمة «طفّي لصّي» في محطة التحكم يتعاملون بمزاجية لا حدود لها في تنفيذ العقوبات الجماعية على المستهلكين في قطع التيار الكهربائي، فبعض الأحياء لا يتم قطع التيار عنها إلا مرة أو مرتين فقط في اليوم الواحد ولا تزيد فترة الانقطاع عن ساعة واحدة بينما أحياء أخرى تتكرر فيها عملية الانقطاع للتيار أربع إلى خمس مرات وتصل فترة الانقطاع في كل مرة إلى ثلاث وأربع ساعات. لا ندري لماذا كل هذا العبث في عملية «طفّي لصّي» ومن المسئول عن ذلك، حيث لايُعقل أن تتم إعادة التيار بعد فترة انقطاع لعدة ساعات وبعد خمس أو عشر دقائق يتم فصله ثم إعادته بعد عشر دقائق أو ربع ساعة ويتم تكرار هذه اللعبة أكثر من أربع إلى خمس مرات كما حدث بعد منتصف ليلة الثلاثاء الماضي.. هذا العبث يتسبب في اعطاب الأجهزة التي تعمل بالكهرباء وهنا تكون الكارثة. الكثير من الناس يتساءلون: هل الموظفون الذين انيطت بهم مهمة «طفي لصي» في محطة التحكم عبارة عن إطفال صغار يمارسون لعبة «طفي لصي» حسب هواهم ؟ لأن ما يحدث لا يمكن ان يقوم به أناس راشدون. ومن الغرائب في لعبة «طفي لصي» ان يتم قطع التيار الكهربائي يومياً لحظة الافطار وهي اللحظة التي يتوجه فيها الصائمون بالدعاء إلى الله عز وجل طالبين العفو والمغفرة وتقبل صيامهم فيضيفون إلى دعائهم هذا الدعاء على المسئولين في الكهرباء ومن هم السبب في معاناتهم اليومية جراء انقطاع التيار الكهربائي. فكرة هذه المقالة استوحيتها من رسالة وصلتني عبر الموبايل من الدكتور عبدالفتاح قاسم الجنيد والتي جاء فيها «للصائمين في تعز فرحتان .. فرحة عند وصول المياه وفرحة عند عودة التيار الكهربائي». والحقيقة أن الفرحة ليست للصائمين فقط وانما لكل سكان مدينة تعز «صغيرهم قبل كبيرهم» فعندما تصل المياه إلى المنازل نجد أن الفرحة والسعادة بادية على الجميع وخصوصاً ربات البيوت اللواتي ينتظرن وصول المياه طوال فترة الانقطاع بفارغ الصبر وكذلك الأطفال الصغار الذين يقومون بجلب المياه من المساجد أو يطاردون السيارات التي تجلب المياه لمن يستطيعون شراءها والفرحة الثانية هي فرحة عودة التيار الكهربائي حيث نسمع الأصوات المرحبة بهذه العودة ترتفع من كل منزل. الأمر لا يتوقف عند فرحتي وصول المياه وعودة الكهرباء وحسب بل هناك فرحة ثالثة يفرحها سكان مدينة تعز وهي فرحة الحصول على اسطوانة غاز بعد معاناة وانتظار في الطوابير الطويلة أمام وكالات ومحلات بيع الغاز.. وختاماً رمضان كريم.