قلنا في مقال سابق: كأن شهر رمضان عند بعض الناس هو شهر مرادف للمطبخ !! أو انه شهر البطون لايختلف عن غيره من الشهور سوى في المواقيت حيث يتحول الليل نهاراً والنهار ليلاً.. كأن رمضان ليس هو شهر النور والبركة والبذل والعطاء بحيث يستطيع الانسان في شهر رمضان ان يعيد النظر في علاقته بالله سبحانه وتعالى فيرمم الطريق بينه وبين الله، تلك الطريق التي سار عليها سيراً معوجاً لا استقامة فيه.. بل لم يكتف الانسان فيما سلف من أيام عمره ان يسير سيراً معوجاً، ليس في استقامة، بل جعل الاعوجاج هو أسلوبه وهو منهجه.. لم يكتف بذلك.. بل هو قد حفر الحفر وصنع المطبات واتخذ من التشوهات في العلاقات بينه وبين الناس سبيلاً للوصول أو الكسب الحرام.. فلم يجد الناس في تعاملهم معه إلا وسائل مشوهة قد نخرها الكذب وطفت عليها الخيانة وأفسدها الزيف وعطلتها الأنانية!!. جاء شهر رمضان ليس من أجل تحسين أمور المطبخ.. بل لتحسين الأمور مع الله ومع خلقه.. وإذا لم يستطع الواحد منا تحسين علاقته مع الله في شهر رمضان فمتى إذن ؟؟.. وإذا لم نستطع الحب والمودة والتسامح مع الناس في شهر رمضان.. فمتى إذن ؟؟ جاء شهر رمضان لنتعلم منه مزيداً من التحمل والصبر والتضحية فإن لم نتعلم من رمضان هذه الأمور فماذا نتعلم منه غير ذلك؟.. وإذا لم نعطِ ونجزل العطاء في شهر رمضان فمتى ننفق ؟؟.. يظن البعض ان الإنفاق في شهر رمضان أو في غيره من الأوقات لايجوز إلا إذا كان الإنسان غنياً أو ثرياً.. ونسي ان يتذكر أمثال هؤلاء ان التمرة الواحدة يتصدق بها الانسان عن قلة وعن حاجة إليها تساوي عندالله حافلة أو شاحنة أو ماشئت من هذه المسميات إذا تصدق بها واحد من الأغنياء بل ربما يفوق أجرها أجر حاوية من التمور «فلايحقرن أحدكم صدقته».. فلنتذكر إذن ان شهر رمضان يأتي كل عام لنتعلم منه دروساً ومواعظ لاتتعلق بخدمة البطون من أجل العناية بها في إشباعها بل بخدمة البطون في تنقيتها وتنظيفها والمحافظة عليها خالية من الطعام إلا القدر اليسير منه.. لكي تصح أبداننا وترتقي عقولنا.