لم أتوقع أبداً أن هناك منزلاً آيلاً للسقوط وتسكنه أسر مختلفة عدد أشخاصها أكثر من ستين شخصاً هذا المنزل في حي الصافية بالقرب من سوق الحراج ليس فندقاً أو فيه شقق للسكن أو حتى غرف للنوم والراحة وإنما فيه ما يشبه الجحور المظلمة والمهترئة والتي مساحتها لا تزيد تقريباً عن متر في مترين، زنزانة السجن أفضل بكثير من الغرف في هذا المنزل، زرته بصحبة الأخ منصور الباحث الاجتماعي في جمعية البراءة الخيرية لزيارة أسرة محمد الحربي والتي تسكن في هذا المنزل ثمانية ألف ريال شهرياً فوجدت أن السبع الأسر كلها تعيش ما يشبه حياة الجحيم في هذا المنزل أسر فقيرة جداً تعيش تحت الصفر لا يوجد معها قوت يومها أو بما تفطر به بعد صيام نهار كامل هي لا تصوم شهر رمضان فقط، وإنما كما يبدو أنها تصوم الدهر وأطفالها أيضاً تعودوا على هذا الصيام الطويل لاتملك حتى فرشاً للنوم أو بطانيات تقيها برد الشتاء لاتوجد نوافذ، بل إن الأسر المستأجرة في هذا المنزل لاتوجد لديها مطابخ أو حمامات أي زنزانة سجن, لديها حمام لقضاء الحاجة ببعض سكان هذا المنزل رحبوا بي وناشدوني نقل معاناتهم عبر ملحق ليلة القدر، لعل أن يكون هناك من يسمع نداءهم واستغاثتهم وينقلهم من هذا المنزل الذي يجلب لهم كل أنواع الأمراض، وهم بالطبع صابرون على أمراضهم فيه كون إيجاره أرخص من أي منزل آخر، البعض الآخر رفض أن ننشر عنه أي شيء وذلك لخجلهم وعزة أنفسهم. كما ذكرت الزيارة لهذا المنزل كانت بهدف زيارة أسرة محمد علي محمد الحربي والتي تسكن في جزء من الدور الأول لهذا المنزل بثمانية ألف ريال شهرياً في غرفتين صغيرتين جداً ومطبخ مكشوف السطح وبدون حمام، هل هناك بيت أو شقة في العالم بدون حمام؟ الجواب نعم في هذا المنزل. هذه الأسرة مكونة من ستة أفراد الأب والأم وولدين وأيضاً بنتين جميعهم صغار السن.. عزية زوجة محمد الحربي والبالغة من العمر أربعين عاماً تقول زوجي محمد يعمل عسكرياً في محافظة صعدة وبراتب شهري عشرين ألف ريال وهو مريض نفسياً ومع ذلك أصروا عليه أن يذهب إلى عمله في صعدة يرسل لنا شهرياً عشرة آلاف ريال ندفع منها ثمانية آلاف إيجار هاتين الغرفتين التي تشاهدونهما ويبقى لنا ألفا ريال فيمَ أصرفها؟ لاتكفي حتى لقيمة روتي يابس، أولادي صغار السن جياع لايجدون مايأكلون، ليس لدينا أي أثاث كما تشاهدون في المنزل يبقى مع زوجي عشرة آلاف ريال يصرفها شهرياً على علاجه، وتضيف عزية قائلة كل مانحتاجه هو علاج زوجي من مرضه ومساعدتنا في إيجاد سكن ملائم غير هذا، يعتبروننا من سكان الصفيح ويسكنونا في منزل لائق بآدميتنا نحن بشر ويمنيون وكل مانحتاجه سكن ملائم أولادي لايجدون أين يقضون حاجتهم، وهذا البيت سيعرضهم للأمراض المختلفة.