لم يدم التناغم طويلاً بين الصحفيين وقيادة نقابتهم أو بالأصح بعض قيادات نقابتهم الذين جاؤوا إلى مواقعهم نتاج مخالفات وتفاهمات وطبخات سرية تم الترتيب لها وفق حسابات لاتخدم العمل الصحفي ولاتلبي رغبة الصحفيين وقناعاتهم في إيجاد نقابة مهنية تنبثق من رحم معاناتهم وتحمل على عاتقها هموم وطموحات زملاء الحرف وحملة الأقلام أولاً وأخيراً دون تمييز أو انتقاء أو فرز سياسي.. نقابة تتعامل مع قضاياهم بكل مسئولية واقتدار وتنظر لهم بمعيار واحد كونهم يمثلون شريحة واحدة والجميع همهم واحد وغايتهم واحدة.. إلا أن الرياح جاءت بما لاتشتهي سفنهم، فما هي إلا أشهر معدودات حتى بدأت الخلافات والتباينات تطفو على السطح وتكشف هشاشة هذا الكيان والعلاقة غير الحميمة القائمة بين الصحفيين وقيادتهم النقابية لتصل حد التجريح والإساءة لزملاء المهنة على لسان رئيس لجنة الحقوق والحريات العامة بالمجلس التنفيذي للنقابة الموقرة، ونجد أنفسنا مقحمين في خلاف لاناقة لنا فيه ولاجمل إلا أننا نعتبر أنفسنا من أعضاء هذه الشريحة وكيانها النقابي حتى لو كنا خارجه.. ومادمنا نمارس العمل الصحفي وفي تعز ومحسوبين على صحيفة «الجمهورية» أيضاً فنحن مشمولون بهذه الإساءة التي وجهت للصحفيين في صحيفة «الجمهورية» دون استثناء أو تحديد من زميل لهم يحتل مكاناً في قمة الهرم النقابي. ولهذا فقد كان لنا نصيب من تلك الإساءة فنحن في صحيفة «الجمهورية» ينطبق علينا المثل القائل«داخلين في الخسارة خارجين من الفائدة» فرئيس لجنة الحقوق والحريات بالمكتب التنفيذي لنقابة «الصح فين».. يبدو أنه يعشق الأضواء كثيراً ولهذا فقد نسي أو تناسى موقعه النقابي ومسئولياته وتناسى أخلاقيات المهنة فراح يطلق تصريحاته بدوافع حزبية بعد أن خلع معطفه النقابي الذي ارتداه ليصل إلى هذا الموقع فقط تنفيذاً لتوجيهات حزبه وبمايخدم مصالحه ومصالح أعضائه المنتمين للوسط الصحفي ليس إلا.. ولهذا فإن ماقاله لم يكن مجرد هفوة أو زلة لسان غير مقصودة أو كما تحاول صحف حزبه تحوير كلامه وتحريفه واعتبار ردة الفعل استهدافاً شخصياً له وذريعة للانقلاب عليه وتحريضاً للإطاحة به من منصبه وغير ذلك من المبررات التي تسوقها تلك الصحف على لسانه وعلى لسان المتعاطفين معه فيظهر بثوب الضحية والبريء من كل مانسب إليه في محاولة بائسة ويائسة اعتدنا عليها من قبل من لايعرفون لكلمة الحق طريقاً ولايرون أبداً أخطاءهم بالقدر الذي يرون فيه أخطاء الآخرين. والمهم في هذا كله أن جمال أنعم أجرم حينما سولت له نفسه الإساءة لزملائه ووصفهم بالسفهاء.. وسقط في شر تصريحاته وعليه أن يدفع الثمن ويتحمل مسئولية ماقاله، وإقالته من منصبه أقل الجزاء الذي يستحقه.. ولايقف الأمر عند الاستنكار وإصدار البيانات على استحياء لأن تمرير هذه الإساءة يفتح الباب على مصراعيه لإساءات وكلمات أكثر قذارة يطلقها زملاء الحرف ضد بعضهم ضاربين بأخلاقيات المهنة عرض الحائط.. وعلى الأستاذ سمير اليوسفي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية أن يتحمل مسئولياته وبما يعيد لصحفيي وكتاب «الجمهورية» كرامتهم ويمنع الإساءة لهم مرة أخرى.. وإلا فلا داعي أبداً للكتابة في صحيفة «الجمهورية» حتى لانكون من جملة السفهاء الذين عناهم جمال أنعم في تصريحاته.. أليس كذلك يانقابة «الصح فين»؟؟