القدس يتعرض لتدنيس آخر، بعد أن قام بتدنيسه الحي/ميت شارون في الثمانينيات، مما أشعل انتفاضة الفلسطينيين، أمناء الحرم الثالث المقدس، فالعقيدة اليهودية تذهب إلى أن المسجد الأقصى بني على هيكل سليمان، الذي بداخله ألواح سيدنا موسى. وهم لهذا لابد أن يهدموا المسجد الأقصى ليحصلوا على الهيكل، وهذه مغالطة تاريخية يعرفها الدارسون الأكاديميون واليهود على السواء، وإنما هي مسألة لتدمير كل ماهو عربي وإسلامي في فلسطين وصولاً إلى توكيد نظرية «فلسطين» أرض يهودية. وهذا ما يطالب به الديني المتعصب الحاخام نتن ياهو رئيس وزراء هذا الكيان، والذي أجبر أمريكا على رئيسها «أوباما» من أنه لابد من الاعتراف باسرائيل يهودية، وهذا يعني أن لا ضرورة لبقاء أي عربي في أرض فلسطين، وهذا خلاصة النظرية اليهودية العنصرية، والسؤال إذاً: ماذا يبقى للفلسطينيين؟ يقول نتن ياهو من حقهم أن يعملوا لهم دولة: منزوعة السلاح. ليس لها أية سيادة. مرجعية شئونها إسرائيل تعرض مناهجها التربوية ومشروعاتها التنموية على الدولة اليهودية. وإذا كان بعض الزعماء يذهبون إلى ضرورة أن يكون العرب واقعيين فإن لإسرائيل فهمها الخاص للواقعية على النحو المرسوم آنفاً. كان الزعيم القذافي في الأممالمتحدة أخيراً قد اعترض على خطاب أوباما بضرورة الاعتراف بدولة يهودية، وظل القذافي يرى الحل في «اسراطين» أن تقوم دولتان اسرائيلية وفلسطينية على أرض فلسطين بذات الوقت، ولكن هذا الحل لايبدو عملياً في نظر الكثيرين. أما الشعب الفلسطيني فيرى أنه لا يمكن لغير الجهاد أن يحرر أرضه السليبة وقدس المسلمين الأعزل.. وأحسب أن هذه هي الواقعية العظمى.