دائب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ احتلال الضفة الغربية في حرب 67بالإضافة إلى الجولان السورية وسيناء المصرية على تغيير معالم القدس وكل مدن الضفة الغربية والجولان السورية وطبعها قديمها وحديثها بالطابع اليهودي من موقع المحتل القوي الذي لا يسمح بمعارضة مشاريعه التي من أجلها غزا أو احتل أرضاً معمورة أو مزروعة لاسيما إذا كان المحتل هي إسرائيل.. فهذه الحكومة القائمة اليوم أو الجاثمة على الأراضي الفلسطينية إنما تواصل المشروع اليهودي المعلن منذ البداية وهو يهودية إسرائيل وتكاد تفوز بالاعتراف بها كدولة لشعب يهودي من قبل الولاياتالمتحدة وعلى لسان الوسيط الأمريكي جورج ميتشل الذي يشارك في المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي أكدا من الأول أن هدف الولاياتالمتحدة التوصل إلى حلول وإن كانت صعبة لمسائل الحدود والمياه واللاجئين في إطار عريض بعرض الشرط الإسرائيلي المثار بقواه منذ بدء ميتشل جولاته المكوكية بقرار من الرئيس أوباما أصدره قبل أكثر من عام عقب عودته من زيارته للمنطقة وفي خطابه الذي ألقاه بجامعة القاهرة والذي صفق له الكثيرون باعتباره باكورة عهد جديد للتفاهم والتعاون بين العرب والولاياتالمتحدة لما فيه خدمة الطرفين والإسلام. فقد أكد ميتشل أن ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة هو يهودية إسرائيل باعتراف الفلسطينيين قبل غيرهم قبل الحديث عن الاستيطان والحدود والمياه التي تنبع في الضفة الغربية أو تشفط منها لري مزارع اليهود واستهلاكهم المنزلي والترفيهي في المسابح الخاصة والعامة على حساب أبناء الضفة الذين لا يحصل الواحد منهم إلا على بضع لترات في اليوم مقابل مئات اللترات للمستوطن القريب منهم والساكن بجوارهم وعلى أرضهم، وكان هذا المسئول الأمريكي واضحاً تماماً بقوله هذا ليلقم المعارضين بهذه المحادثات قراراً لا رجعة عنه باعتباره قراراً أمريكياً لا غبار على نزاهته وبعده السياسي الذي لا بد منه لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل اليهودية الديمقراطية كما اسماها ميتشل. فأية معارضة لهذه الأجندة لن تجدي ما دام الإسرائيليون والأمريكيون يعتقدون أن الشريك الفلسطيني في المحادثات المباشرة موجود ولا قيمة ولا وزن لأية معارضة تقودها حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى التي رفضت المحادثات قائلة بأنها ستصب في مصلحة نتن ياهو وحكومته وفي مصلحة الدولة اليهودية القائمة أصلاً منذ أكثر من ستين عاماً، لأنه لم يبق إلا الشيء القليل على طمس المعالم الإسلامية والفلسطينية التاريخية من مساجد وكنائس وقرى تحمل الطابع الفلسطيني القديم بكل تفاصيله ومعانيه. أما المفاوضون الفلسطينيون وإن صرح بعضهم بأنهم سيرفضون استمرار الاستيطان أولاً كمدخل للخوض في المسائل الأخرى وهي حسّاسة لا تحتمل التأخير أو التأويل فهم يتكلمون ولا أحد يسمعهم بل إن الجرافات الإسرائيلية تواصل عملها في هدم البيوت وتسوية الأراضي لبناء مستوطنات جديدة أعلن عنها أثناء جولات المبعوث الأمريكي نفسه وفي خضم الاجتماعات التي تتم عن بعد بين الجانبين. والاعتراف بيهودية إسرائيل يمكنها من التطهير العرقي للفلسطينيين داخل الخط الأخضر نهائياً، وقد سبق أن قال القادة الإسرائيليون، رؤساء الحكومات وزعماء الأحزاب بما فيها العلمانية وأعلنوا بصوت واحد أنه لا يمكن قبول أي فلسطيني في الدولة اليهودية بحدودها المعدّ لة، ولا مجال لإزالة أية مستوطنة في الضفة الغربية أو خضوعها لإدارة الدولة الفلسطينية وستكون تابعة إدارياً لحكومة اليهود في القدس أو تل أبيب وأبلغوا الفلسطينيين الحاكمين في رام الله بالعمل على استيعابهم في حال اعترفوا بيهودية إسرائيل وتخلوا عن القدس الشرقية كعاصمة لهم وتنازلوا عن المياه وقبلوا بتبادل الأراضي أما غير ذلك فهو المستحيل.