أعلن الفلسطينيون يوم الاحد بدء المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة وهي أول مفاوضات للسلام في الشرق الاوسط خلال 18 شهرا. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان تحقيق السلام سيكون مستحيلا دون اجراء اتصالات وجها لوجه مكررا دعوة لواشنطن من أجل اتخاذ خطوة مستقبلية لمفاوضات مباشرة. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لاذاعة صوت فلسطين "عندما يعلن نتنياهو وقفه للاستيطان بما يشمل النمو الطبيعي وبما يشمل القدس واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر 2008 سيصار الى المحادثات المباشرة. هو (نتياهو) الذي يرفض المحادثات المباشرة من خلال اصراره على ان يقول بدأنا في هذه الوحدات الاستيطانية وسنستمر فيها. حال توقفه عن البناء الاستيطاني بشكل تام سيكون هناك محادثات مباشرة." ورفض نتنياهو الذي يرأس حكومة ائتلافية تهيمن عليها أحزاب موالية للمستوطنين التجميد الكامل لبناء المستوطنات. واضطرت أزمة المستوطنات المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الى البحث عن وسيلة جديدة لاجراء محادثات بين الجانبين اللذين كانت معظم محادثاتهما وجها لوجه منذ بداية عملية السلام في الشرق الاوسط في أوائل التسعينات. وتمثل الموافقة الفلسطينية على المحادثات انفراجة وان كانت متواضعة لمحاولات الرئيس الامريكي باراك اوباما استئناف عملية السلام. وكانت الولاياتالمتحدة واسرائيل تحثان الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الموافقة على الدخول في مفاوضات. وقال عريقات متحدثا عقب اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع ميتشل في رام الله يوم الاحد انه يستطيع أن يعلن رسميا يوم الاحد أن المحادثات غير المباشرة بدأت. واضاف ان هناك فرصة قائلا ان قضيتي الحدود الخاصة بدولة فلسطينية في المستقبل والامن تمثلان القضيتين اللتين سيركز عليها الفلسطينيون في المفاوضات. ولم يدل ميتشل بأي تصريحات علنية منذ وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على أربعة أشهر من المحادثات غير المباشرة يوم السبت. ويريد الفلسطينيون اقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية. واحتلت اسرائيل تلك المناطق في حرب عام 1967 وتعتبر القدس بالكامل عاصمتها وهو الادعاء الذي لم يحظ باعتراف دولي. وقال نتنياهو ان المحادثات غير المباشرة ستبدأ "دون شروط مسبقة" في اشارة فيما يبدو لتعهده بعدم وقف بناء المنازل لليهود في القدس الشرقية ومحيطها. ولم تتم الموافقة على مشروعات اسكان اسرائيلية جديدة في القدس الشرقية منذ مارس اذار مما يثير تكهنات بأن نتنياهو فرض تجميدا فعليا يسمح بسير المفاوضات مع تجنب مواجهة مع شركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف. وقال نتنياهو لمجلس وزرائه في تصريحات معلنة "يجب أن تأتي المحادثات غير المباشرة بمحادثات مباشرة قريبا. لا يمكن تحقيق السلام من على بعد او بجهاز التحكم عن بعد." وأحبطت الخطط الامريكية لاجراء محادثات غير مباشرة في مارس اذار عندما اثارت اسرائيل غضب واشنطنوالفلسطينيين بالاعلان خلال زيارة جو بايدن نائب الرئيس الامريكي أنها ستبني 1600 منزل جديد للمستوطنين في القدس ومحيطها. ويقول الفلسطينيون ان الولاياتالمتحدة أعطت ضمانات بأنها ستتخذ اجراءات اذا قام اي من الجانبين بأي شيء من شأنه ان يخرج المحادثات عن مسارها. ويعتبر الفلسطينيون هذا ضمانا بأن اسرائيل لن تعلن عن أنشطة استيطانية جديدة. وقد تتأثر عملية السلام ايضا بالتوترات الناجمة عن البرنامج النووي الايراني وجهود الغرب لكبح ما يعتقد انه مسعى طهران للحصول على اسلحة ذرية. ويعتزم ميتشل العودة الى بلاده في وقت لاحق يوم الاحد وذكرت مصادر حكومية اسرائيلية أنه سيعود الى الشرق الاوسط خلال عشرة ايام