عندما يكون الوطن هو المستهدف بأمنه واستقراره ووحدته فلا مجال للتهاون أو التخاذل، ولامجال للبحث عن مبررات للأعمال التي يقوم بها أصحاب مشاريع الخراب والفوضى الذين تداعوا من هنا وهناك لتنفيذ مشاريعهم التدميرية للأرض والإنسان .. ليعلم الجميع أن هذه المشاريع تهدد حاضر ومستقبل الناس في هذا البلد الذي كان آمناً مستقراً قبل أن يطل أصحاب تلك المشاريع برؤوسهم وشعاراتهم التي تتستر خلف مفردات المطالب والمظالم، وتهدف في حقيقة الأمر إلى مصادرة أهم حقوق الناس المتمثلة بالأمن والأمان والتعايش السلمي الذي كان سائداً بين أفراد المجتمع اليمني.. المشاريع التي تبدأ من الكهوف والسراديب والأنفاق المحفورة في السهول والجبال والوديان من أجل مقاومة السلطات الشرعية في البلد وقتل أبنائه استجابة لأفكار الممولين والداعمين لها، هذه المشاريع يجب أن تُقاوم بكل قوة وعلى الجميع أن يصطفوا جيداً في مقاومة هذه المشاريع وإفشالها دفعاً لخطر كبير لن يستثني أحداً ولن يفرق بين هذا وذاك لأنه لايؤمن بحرمة لأحد من خارج دائرة أصحاب فكر الضلال والفساد في الأرض.. لاتصدقوهم إن قالوا إنهم أصحاب مشاريع خير للبلاد والعباد فالواقع له القول الفصل في هذا، والواقع يقول إنهم يتصرفون وفق مبدأ «إن لم تكن معي فأنت عدوي» وإن لم تكن من نفس المذهب فأنت خارج عن الدين والملّة ودمك مباح وحياتك هي الثمن.. مشاريع تؤمن بالموت أكثر من الحياة والموت ليس هو الموت الذي نؤمن به جميعاً، إنه القتل العبثي والعداء الذي يترصد للجميع ويسعى لقتلهم وفق عقيدة خاطئة تسيرها مفاهيم خاطئة وأحقاد موغلة في القدم والتاريخ أرادوا لها أن تخرج الآن لتحل الفوضى ويحل الدمار إذ لامكان للسلام طالما كانت هذه المشاريع تسعى للسيطرة والتحكم برقاب البشر.. هناك أكثر من ضرورة تحتم على الجميع نبذ الخلافات والتصدي لمن يستهدفهم جميعاً والوقوف صفاً واحداً أمام الأخطار التي ستذهب أدراج الرياح إن أدرك الناس مايُراد لهم وأدركوا كيف يمكنهم مواجهة مايحدث اليوم مستهدفاً حياتهم بالأسلحة والمتفجرات والحرب ومستهدفاً مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة التي لن تجد المستقبل المنشود طالما هناك من يزرع في طريقهم الفتن والفرقة وطالما هناك من يستهدفهم قبل أن يصلوا وليس هناك أخطر من أن يكون طريق المستقبل مزروعاً بالفتن والألغام ومن يظن أن مشاريع الحوثي والفضلي ومن يسير على دربهما ستأتي بخير فهو واهم وضال، أو أنه يصدق مايقولون في ظاهرالقول لخداع الناس ليستجيبوا لمشاريعهم المدمرة.. من قال إن الذين يقتلون الأبرياء من المواطنين.. من غير ذنب هم أصحاب مشاريع للحياة والخير؟!ومن قال إن الذين يستهدفون وحدة الأرض والإنسان يؤمنون بالذي قال"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا.."؟! ومن قال إن الذين يستلمون ثمن دماء المواطنين ومكافآت التدمير والتخريب ومقاومة السلطات ومحاربة الدولة وزعزعة أمن الناس وقطع الطرقات ومعاداة الوحدة من جهات أجنبية دون مراعاة لأبسط القيم وقواعد الدين الحنيف، من قال إن أولئك يمكن أن يكونوا مصدر أمن وسلام وخير.. في ظل كل هذا ومن أجل أن ينتصر الخير ويحل الأمن والأمان في كل ربوع البلد فلا بد من اصطفاف وطني حقيقي يتجاوز الصغائر ويدرك المخاطر بحيث يعمل كلٌ في مجاله وحيثما وجد وحيثما كان لمواجهة ثقافة العنصرية والمذهبية والعداء والتجزئة أولاً بحيث يتم كشف حقيقة أصحاب مشاريع الموت ونوعية الناس بأهدافهم ثم هناك مايمكن فعله على المستوى الفردي والجماعي للتصدي لمشاريع الحوثي والفضلي التخريبية ومن كان على شاكلتهما وسعى سعيهما فإذا كان الشر قد أعد العدة وجمع صفوفه وشهر سيفه، فأولى بالخير أن يعد عدته ويجمع صفوفه ويتصدى للشر وأحسب وهي الحقيقة المؤكدة أن الأخيار في بلادنا هم الأكثر ولن يقفوا مكتوفي الأيدي مغلقي العقول في مواجهة مايهدد حاضرهم ومستقبلهم وقد كشف الأشرار عن شرورهم وأعلنوا تضامنهم مع بعضهم ووجهوا وجوههم نحو قبلتهم التي تمدهم بالمال والسلاح وتمول وسائل إعلامهم لأهداف يعلمها الجميع عدا الأغبياء والذين في قلوبهم مرض.. مسألة التصدي للفوضى والتمرد وكل مايعكر صفو الحياة والسلم الاجتماعي والأمن والاستقرار لايقتصر على السلطة وحدها باعتبار أن مايحدث في هذا الصدد يستهدف الجميع ولابد للجميع أن يقفوا للدفاع عن أنفسهم ومستقبلهم ولدوافع دينية وأخلاقية تفرض على سائر أفراد المجتمع الوقوف في وجه الفتنة ودعم أفراد القوات المسلحة الذين يدفعون حياتهم ويتحملون مشقة الدفاع عن مصالح الجميع ومن باب الأخلاق ينبغي أن لايستهان بجهودهم أو يُنتقص من تضحياتهم وعلينا أن نقدر لهم مايقومون به بعيداً عن لغة المكايدة وحسابات السياسة القذرة لأن المصاب سيشمل الجميع ولن يفيد الندم حينذاك..