عبّرت الشعوب الحية والمحبة للسلام والحرية وحقوق الإنسان في العالم عن غضبها إزاء الاعتداءات الاسرائيلية /الصهيونية على المقدسات الاسلامية في الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى على وجه التحديد، الذي يتعرض اليوم لسياسة هدم وتدنيس متعمدة ، غير آبهة بما للأديان السماوية من مقدسات عند أهل الأرض،وما لأماكن العبادة من قدسية بكافة أشكالها..سواء أكانت «أديرة أم كنائس أو مساجد» يُعبد فيها الله الواحد الأحد، رب العالمين كافة، إنهم يبحثون عن هيكل سليمان «عليه السلام» الذي يزعمون، أنه موجود تحت المسجد منذ «4آلاف عام» وهي ذريعة للحفر والبحث لهدم المسجد الذي خصه الله سبحانه وتعالى بأن جعله أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وإحدى قبلتي الإسراء لرسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم فهل هم يحاربون الفلسطينيين أم المسلمين عرباً وغير عرب..أم أنهم يحاربون الله ورسوله؟! إن أهداف العدو تنصب في حرف مسار القضية، من قضية كفاح لتحرير الأرض الفلسطينية المغتصبة منذ أكثر من ستين عاماً بعد عجزهم التام عن اسكات أصحاب الحق إلى قضية دينية بحتة وهو المسجد الأقصى لاغير، والحفر والبحث والهدم في حين هناك أصوات متطرفة من اليهود يبحثون عن مكان لهم داخل المسجد متناسين أن ذلك محرم عليهم فهو مسجد للمسلمين..والمسلمون لم يتجرأ أحد منهم لإقحام الأديرة والكنائس في هكذا أمور خطيرة ومحرمة أيضاً... ثم إن هكذا سياسة تجعل العرب يتناسون قضيتهم المركزية وهي فلسطين وتحريرها من براثن العدو الغاصب، بدل أن يوحدهم الموقف مرتين، الأرض والمقدسات، وينبغي أن لا ينخدع العرب بالدفاع عن الأقصى فقط، بل يجب أن يكون ذلك في إطار الدفاع عن مقدسات اسلامية في أرض محتلة يعبث فيها الغاصب فساداً وحرقاً للأخضر واليابس،ناهيك عن القتل والأسر للبشر الذين هم أهل الحق، وقود المعركة حتى تحرير التراب كاملاً إن شاء الله! وحقيقة إن أي انقسام اليوم حول تقرير القاضي الذي لم أحفظ اسمه حتى الآن، من قبل فصائل المقاومة بما فيها السلطة لا يخدم إلا العدو وأعوانه... وينبغي أو كان ينبغي على كل الفصائل الفلسطينية أن تتوحد في الحرب على غزة التي جمعت وألفت الجميع للدفاع عن الأرض والعرض، ولم يعد لهم اليوم إلا تناسي الماضي وتوحيد الصف ولو بتقديم تنازلات سياسية من هذا الطرف أو ذاك، فالهدف أولاً وأخيراً هو تحرير فلسطين وهي تسمو على كل التوجهات والانتماءات، وحتى لايفيق الفلسطينيون والعرب والمسلمون بعد فوات الأوان وضياع الأرض ويبقى لنا الأقصى هو الذي نتحد كلنا للدفاع عنه! على الجميع أن يعي أن المقدسات هي أماكن في أرض مغتصبة ومحتلة وأن لا تفريق بين الاثنتين، وأن لا يشن طرف على طرف حرباً باردة وساخنة حول تقرير حرب غزة، فالعالم كله شاهدها ورب العالمين هو المطلع وهو خير المنصفين وأرحم الراحمين، والإدانة لن تثني العدو، بقدر ما يجب أن توحد الصف لمواجهة حاسمة. فهيا لتوحيد الصف لمواجهة العدو فإما النصر واما الشهادة!