لاأعتقد أن أحداً من المسلمين لايحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولاأعتقد سوى أن من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يحب أهل بيته «علي كرم الله وجهه، وفاطمة الزهراء رضي الله عنها، وابنيهما الحسن والحسين، وأبناءهم». وحسب قراءتنا للتاريخ لا شك أنهم قد قضوا ظلماً وعدواناً.. وكانوا ضحايا للظلم.. إلا أن الحق أن الظالم والمظلوم قد صاروا بين يدي الله منذ مئات السنين، وسوف يحاسب الله الظالم على ظلمه، ويعاقبه على ذلك.. ولايجب أن نستجلب تاريح ذلك الوقت، ونلبسه بعد تفصيله على عصرنا لما في ذلك من إثارة للتعصب، والتطرف، وإثارة الفتن. حب أهل البيت لا يختص به أتباع المذهب الشيعي فقط لكنه جامع مشترك بين المسلمين جميعاً بمختلف مذاهبهم، وعليه فالتشيع لأهل البيت يجب ألا يكون مدعاة للإساءة للآخرين والتعرض لمشاعرهم وأحاسيسهم ومذاهبهم بالتجريح من خلال التجريح والسب والشتم لأصحاب رسول الله وبالذات الخلفاء الراشدين.. لأن المسلمين من كل المذاهب يحبون الخلفاء والصحابة كما أحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم كانوا الكواكب حوله، وهو كالشمس بينهم.. وقد أطلق عليهم أفضل الصلاة والسلام ألقاباً كريمة «الصديق أبو بكر.. والفاروق عمر.. وذي النورين عثمان». فأبوبكر أول من صدّقه في كل ما نزل عليه وقاله من سادة قريش، وعمر هو استجابة لدعوة رسول الله: "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين" فكان عمر بن الخطاب، وعثمان ذو النورين لزواجه من ابنتين لرسول الله، وهو من موّل جند الإسلام في العسرة والضيق بسخاء لا نظير له. كلهم رضي الله عنهم قد أحبهم رسول الله.. وما على كل مسلم يحب رسول الله إلا أن يحبهم.