يشكو كثير من الناس من السجون، لما فيها من قذارة وأمراض.. فالسجّانون كثير منهم غير مؤهلين، والشمس لا تسطع في كثير من السجون على الغرف، وأخطر شيء عدم تصنيف المسجونين.. فالأطفال القصّر مع كبار المجرمين! وأصحاب كتابات الشيكات بدون رصيد مع القتلة والمخربين. ومع أن الدولة توفر مئات الملايين لإعداد السجون، سكناً وطعاماً وشراباً، فإن هذه الملايين تختفي، وكنا نطمع أن يقوم الأخ وزير الداخلية بزيارة سجون المحافظات والأرياف، إضافة لملاحظة غياب القانون أحياناً، فالمجرم قد يسجن لفترات طويلة دون محاكمة ...إلخ. ولا أدري كيف هي سجون النساء، فالمرأة قد تكون مجرمة كأخيها المجرم الرجل فلا بد من متابعة لهذا الموضوع، وهناك أمر آخر أن الدولة مهتمة بأن يكون هذا المجرم ذكراً أو أنثى على صلة بالتعليم والثقافة ومحو الأمية وأن من حق المجرم إذا كان طالباً أن يواصل تعليمه حتى النهاية، ولا علم لي إذا كان هذا الحق مبذولاً ينال المجرم الذي يطمح أن يتعلم.. قد يكون مناسباً أن تصلح الدولة من المجرم حين سجنه، فتقوم بغرس الأفكار الدينية والوطنية فيه، وبعض الدول توفر السينما أو الفيديو لعرض برامج توعية مفيدة، قال أحدهم: إن هذا قد يطمع المجرمين بالجريمة فالسجن ليس للرفاه وإنما للعقاب والتأديب. قلت هذا كلام يحتاج مراجعة، فمهما كان السجن مرتعاً يوفر خدمات خمسة نجوم، فاسمه سجن يشعر فيه السجين أنه مصادر الحرية، والدولة عندما تعاقب بعض كبار رجال الدولة، فإنها تأمر بسجنهم في بيوتهم «إقامة جبرية» فحسب الإنسان شعوراً بالذل أنه يعلم أنه سجين وهذا الشعور الذي يجعله يعيش هموماً وغموماً كثيرة. المسألة أن يقوم مدراء الأمن في المحافظات بمراقبة الله تعالى فيزوروا السجون بشكل مباغت ويسألوا عن الملايين المعتمدة من الدولة للمسجونين أين تذهب..؟ وقد سمعت أن بعض المسجونين الذين يستحقون الإفراج في المناسبات لا يحصلون عليه؛ لأنهم غير قادرين على الوساطة والرشوة، وآمل أن لا يكون هذا صحيحاً.. كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.