إن المتتبع للتاريخ اليمني المعاصر وخاصة النصف الثاني من القرن المنصرم يجد مسافة شاسعة تفصل بين ما كان يحمله الأستاذ أحمد محمد نعمان في مشروعه التنويري الإيقاظي الإصلاحي والتغييري المسبوق من قبله بالنضال والتضحية، وما كان عليه الآخرون في رؤيتهم للنضال مجرداً من أي مشروع وطني سوى السلطة وبريق الحكم. رؤية الأستاذ النعمان كانت تربط بين القلم والبندقية والعلم والحكم الرشيد، الدولة والدستور، المواطنة المتساوية والتنوع والتعدد الاجتماعي، الديمقراطية ومشروع اليمن الجديد المستقر الآمن، مثلما تربط بين التربية والمجتمع المدني، والقبيلة والنظام والقانون. فكان أن دعا رحمه الله تعالى إلى النضال الاجتماعي وإيقاظ العقل اليمني والرهان على التنمية البشرية، باعتبار ذلك أول أهداف التحرر الوطني من قيود الجهل والتخلف والاستبداد. كان لابد للأستاذ النعمان من بلورة مشروعه التنويري النضالي النهضوي بما يخدم الأهداف الوطنية ويساعد على التغيير الاجتماعي، ومن ثم حماية الثورة اليمنية في الشمال والجنوب من الانتكاسة أو الاحتكام في كل منعطف إلى لغة السلاح والعنف والفوضى والقبيلة، الأمر الذي جعله يسارع إلى تأسيس كلية بلقيس بعدن واعتبارها قلعة تقدمية، وتوجيه أنظار المجتمع بكل فئاته إلى أهمية هذا الصرح التربوي العلمي والمعرفي في المجتمع اليمني، والمسارعة في دعمه وتوسع نشاطه وتأثيره، حتى وصل الأمر إلى أن إقامة كلية بلقيس أهم عنده من دعم ما كان يسمى بثورة خولان حتى أشكل الأمر حينها على الزبيري الذي كان متحمساً لثورة خولان أكثر من تحمسه لكلية بلقيس. إن الثورة الحقيقية التي كان ينشدها الأستاذ النعمان حينها هي تلك الثورة التي تبدأ في تنوير وتغيير وعي الإنسان وتفكيره وقناعاته وسلوكه؛ لأنه القاعدة التي ستضمن للثورة القدرة على التغيير والاستمرارية والتنمية المستدامة، وتربية وبناء الإنسان الواعي المتحرر من الجهل والتخلف والاتباع الأعمى والهمجية والفوضى، باعتباره صمام الأمان للثورة والمجتمع معاً. رهان الأستاذ النعمان على أهمية وجود دولة النظام والقانون وأهمية الإصلاحات السياسية والإدارية وضرورة بناء الإنسان اليمني إن أردنا بناء اليمن الجديد، كان موفقاً ويتمتع برؤية الإنسان الحكيم الناضج التفكير والآراء والمسئولية. ومهما اختلف معه البعض أو اتهمه وحاربه البعض الآخر فلم يقلل ذلك من شخصية الأستاذ النعمان ودوره وفكره ومشروعه الوطني الرائد. وهاهي اليوم جامعة عدن تعيد الاعتبار لهذا الرجل وفكره وريادته وبرعاية الأخ رئيس الجمهورية وبشراكة آل السعيد في ذلك الحدث. ما يعتمل في مناطق صعدة ومارب وحجة والجوف وعمران يجعلنا نؤمن بأن مشروع الأستاذ النعمان الإصلاحي التغييري مازال حاضراً وبقوة وإن تجاهله الجاهلون وتحامل عليه الأغيار والملصقون بالنضال الوطني، فإنه يبقى رائداً للنضال الوطني والداعي الأول لبناء اليمن الديمقراطي الجديد الخالي من العنف. إلى محافظ تعز مع التحية: إلى متى ستظل المحافظة والإدارة العامة للمرور منها في صمت مما يعانيه أبناء منطقة القرعامة بسبب الحوادث المرورية التي حصدت العشرات منهم، وتحول السرعة الجنونية أمام بوابة شركة سبأ إلى مقصلة للأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ من أبناء هذه المنطقة حتى وصل عدد القتلى خلال شهر إلى خمسة عشر مواطناً بسبب الإهمال والسرعة الجنونية للسائقين ولم تسعَ المحافظة لإيجاد الحلول المناسبة لحماية أرواح المواطنين هناك..؟