خلال الفترة الماضية وجدنا من يعمل كوكيل أو سمسار لبعض القوى التي تريد تصفية حسابات سياسية تاريخية مع الحزب الاشتراكي، وأرادوا أن يعودوا بجزء من الحراك إلى مرحلة تاريخية من الصراعات حسم فيها الموقف من المشاريع التي كانت تطرح في الخمسينيات والستينيات.. «د.ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي». استقالة صلاح الشنفرة - عضو مجلس النواب - وأحد قيادات مايسمى بالحراك من الحزب الاشتراكي كان لها أن تمر بصورة طبيعية مثلها مثل الكثير من الاستقالات التي تقدمت بها قيادات الحزب في السنوات السابقة إلا أن ترحيب المدعو طارق الفضلي بقرار الشنفرة ودعوته كافة القيادات الجنوبي لفك ارتباطهم بالحزب الاشتراكي جعل هذه الاستقالة تبدو غير طبيعية، وأن الرغبة في الانتقام من الحزب ومحاولة إقصائه هو من يحرك هذه الأحداث ويدفع في اتجاه خلق رأي معادٍ للحزب الاشتراكي في مناطق محسوبة جماهيرياً لصالح الحزب وإحلال ثقافة مناطقية مكان الثقافة الوحدوية التي قدمها الحزب طوال سنوات حكمه لجنوب الوطن. دعوة الفضلي لم تكن مستغربة للمتابعين لمسار نشاطه المحموم مع الحراك والذي يستهدف ضمن أهدافه تصفية الحزب الذي جرده من هيمنته على أبناء أبين بعد الاستقلال ليتمكن من استعادة أملاكه المزعومة التي صرح بها لأكثر من صحيفة وحددها بالمنطقة الممتدة من جبل حديد في عدن إلى منطقة باكازم في محافظة شبوة وأنه سيعمل على استعادتها بكل الوسائل وهو مايعني امتلاكه الأرض ومن عليها في كل هذه المنطقة!! دعوة الفضلي إلى فك الارتباط مع الحزب الاشتراكي تكشف وتفضح التسامح والتصالح الذي ظل يردده ومن معه بأنهم تجاوزوا كل الأحداث التي رافقت قيام الدولة في جنوب الوطن من 1967م وأظهرت هذه التصريحات نوعية الصراع القادم الذي سيزيد من تمزيق النسيج الاجتماعي وإثارة قضايا وخلافات كان الناس في هذه المناطق قد تجاوزوها. حملة استهداف الحزب الاشتراكي بدأها أحمد عمر بن فريد وكشفنا حينها عن هذه المؤامرة ضد الحزب وتناولناها في أكثر من موضوع إلا أن قيادات الحزب كانت لها حسابات أخرى أثبتت الأيام خطأها فتمكن بن فريد من زرع الفتنة بين قيادات الحزب في المركز والقيادات في بعض المحافظات وحتى يثبت حسن نواياه قدم استقالته من حزب الرابطة وقدم معه هيثم الغريب وآخرون استقالتهم من الحزب الاشتراكي وهو يرمي إلى إفراغ الحزب الاشتراكي من القيادات الوسطية وصولاً إلى مرحلة الانقضاض عليه والحلول مكانه. بعد خروج بن فريد ظهر الفضلي ليستكمل الدور الذي كان موكلاً لبن فريد وبنفس السيناريو والأهداف ولم تكن رسالة بن فريد لرئيس الجمهورية واعتذاره عن كل ما اقترفه بحق الوطن ووحدته إلا رسالة مكر وخيانة للوطن لأنه أدرك أن هدفه الآخر هو البيض الذي تمرد على الحزب لأن اللجنة المركزية اختارت علي صالح عباد مقبل أميناً عاماً بدلاً عنه وهو ماقاله شعفل عمر في احدى المقابلات الصحفية من أن البيض رفض الاعتراف ب «علي صالح عباد» أميناً عاماً للحزب حتى 1997م حين قاطع الاشتراكي الانتخابات النيابية.. اجتمع المنحوس على خايب الرجاء فظهر البيض بخطاباته مهزوزاً مهترئاً ناقماً على الحزب الاشتراكي متنكراً لتاريخه وتاريخ الحزب ومتنكراً لهويته ويمنيته وكل هذه الآراء جاءت متسقة مع دعوات بن فريد والفضلي ومن يقف معهم وداعماً لهم في استعادة مشاريع صغيرة دفنها الشعب اليمني في 30نوفمبر1967م. أعضاء الحزب الاشتراكي وجماهيره التي نمت أفكارهم ومداركهم على الفكر الوحدوي يتحملون اليوم مسئولية كبيرة في التصدي بقوة لكل هذه المؤامرات ضد حزبهم والتي خلقت حالة من الانفصام في شخصية الحزب الفكرية والسياسية. ولايمكن لقيادة الحزب الاشتراكي استعادة حضور الحزب وشخصيته إلا بتحديد موقف واضح وصريح من الدعوات الانفصالية وكشف تعرية كل الشخصيات والأفكار التي تستهدف الحزب والابتعاد عن المناطق الضبابية غير واضحة المعالم في القضايا الوطنية والوحدوية التي نشأ عليها الحزب.