لم أتردد أبداً عن الكتابة في صحيفة الجمهورية الغراء بعد أن لمست اهتماماً ملحوظاً من الأخ الزميل الأستاذ سمير اليوسفي - رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير الذي لم يألُ جهداً في البحث عن وسائل التحديث والتطوير والتنوع والتواصل مع الأقلام الوطنية وإفساح المجال أمام الجميع للإسهام بالكلمة والرأي السديد لبناء وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد، وهنا أجدها فرصة لتوجيه التحية والتقدير لشخصه الكريم وكل العاملين في مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر، وأعد القارئ الكريم بالتواصل المستمر من خلال هذه الزاوية «بوصلة» التي أحاول من خلالها توجيه النقد البناء لانحراف بعض المسارات في حياتنا اليومية وبالذات السياسية منها بحكم التخصص. إن الكلمة أمانة ومسئولية ينبغي أن يرتقي بها حملة الأقلام الشريفة إلى مستوى عالٍ من أدب التخاطب الملتزم بالصدق والقيم والمثل الأخلاقية الرفيعة، وأن نرقى بالكلمة إلى مستوى الحس الوطني الذي يجسد مبدأ الولاء الوطني في أذهان وعقول القراء الكرام، وينبغي لأصحاب الكلمة أن يدركوا أن أثرهم بالغ لا يزول بزوال الحدث، وإنما يظل مدرسة للأجيال، وبناءً عليه ، فإن عليهم مسئولية تاريخية، وإن هذه المسئولية تقع عليهم بفعل التأثير الذي يحدث لدى المتلقي، وهو ما يقودني إلى القول بأن ساحتنا السياسية اليوم تشهد تفاعلاً لا نظير له في السابق، فالتعددية السياسية والحزبية خلقت أجواءً تنافسية شديدة التعقيد بفعل اختلاف الفهم والإدراك لدى المتفاعلين مع المشهد السياسي الساخن، حيث نجد البعض قد فقد البوصلة التي توجه مساره إلى الاتجاه الصحيح ، الأمر الذي جعله يغرد خارج المشهد السياسي السليم، معللاً ذلك بالحرية السياسية وحرية التعبير التي لايدرك بأن لها ضوابط وآداباً وأخلاقيات. ولئن كان البعض قد غرّد خارج السرب فإن عليه مراجعة نفسه والاعتراف بالخطأ والعودة إلى جادة الصواب، وليدرك أن الاعتراف بالخطأ ليس عيباً، ولكن العيب كل العيب الاستمرار في ارتكاب الخطأ، ذلك ما سنتناوله في هذه الزاوية اليومية راجياً من الله العلي القدير السداد للجميع.