من المعلوم أن تعز سيكون لها شرف احتضان احتفالات بلادنا بالعيد الوطني العشرين للوحدة اليمنية التي تحققت بعد نضالات وتضحيات من رجال أدركوا وآمنوا أن اليمن لا يمكن أن تنعم بالاستقرار في ظل التمزق والتشرذم وأن قوتها وعظمتها تكمن في وحدتها..وقد استنتجوا ذلك من خلال معايشتهم للماضي التشطيري الذي كان سائداً في ذلك الزمن المظلم وقد جرت العادة بأن يتم اختيار محافظة من محافظات الجمهورية لتكون الحاضنة لاحتفالات شعبنا بهذه المناسبة العظيمة والجليلة وستنال كل محافظة من محافظات الجمهورية هذا الشرف ولكن بحسب دورها، ومحافظة تعز وخصوصاً عاصمتها لابد وأن تكون أهلاً لاحتضان الاحتفالات بهذه المناسبة وهي كذلك ولا شك، لأن تعز بتاريخها النضالي وما تختزنه من كفاءات وقدرات قادرة على أن تستوعب مثل هذه الاحتفالات التي تمثل رمزاً من رموز الإباء والقوة والعظمة لشعبنا وقواه الحية والفاعلة وليس عبثاً أن تكون تعز هي الحاضنة لاحتفالات شعبنا بالذكرى العشرين لانتصار الإرادة الحرة التي دفنت كل موروثات التخلف والتمزق وأعادت الوجه الحقيقي والمشرق لشعبنا وأرضنا وتصحح من خلالها الوضع الديمجرافي والجغرافي الذي كان مغلوطاً في كتب التاريخ والجغرافيا.. لذا فإن على تعز - بأبنائها وسلطتها المحلية وكل فعاليات المجتمع المدني - أن تتأهب ومنذ الآن لإعطاء هذه الاحتفالات حقها من التبجيل والتعظيم وإظهار مدينة تعز التاريخية بصورتها الحقيقية التي تعكس نضالاتها ونشاطاتها التي ترافقت مع كل خطوة بدأت تسير في طريق الوحدة فهي قد احتضنت الكثير من اللقاءات والفعاليات واللجان الوحدوية فتاريخ هذه المدينة مع الثورة اليمنية والوحدة تاريخ طويل، لذا لابد وأن تتوج كل تلك المواقف بالاستعداد التام لإقامة الاحتفالات حتى تخرج بصورة مميزة وأول ما يمكن عمله هو إظهار المدينة بالمظهر الذي يعطي لهذه المناسبة جلالها وعظمتها، فلابد وأن تكون تعز نظيفة بشوارعها وأزقتها وأحيائها ولابد أن تختفي المخلفات وأهمها مخلفات البناء التي نراها الآن في معظم شوارع المدينة والتي انعكست سلباً على مظهرها، بالإضافة إلى استكمال رصف وسفلتة الشوارع المتبقية وإصلاح أعمدة الكهرباء ولو أمكن طلاء المنازل والمحلات الاسمنتية ابتهاجاً بالمناسبة، كما أن الفعاليات الثقافية من ندوات ومحاضرات، وسهرات غنائية من أساسيات الاحتفال ،وعلينا كمواطنين وسلطة محلية في هذه المدينة أن نستغل هذه المناسبة لنجعلها آية في الروعة والجمال وهذه مسئولية الجميع ولا استثناء.. وهنا أشير إلى أن المشاريع التجميلية التي ستقام احتفاءً بالمناسية لابد وأن يكون هناك حس وطني عند بنائهاوأن تكون هناك رقابة نزيهة عليها لأن ما سمعناه من بعض المحافظات كالحديدة وإب أن المشاريع التي بنيت في مثل هذه المناسبة قد انتهت بعد انتهاء الاحتفالات بأسابيع وأهمها الشوارع التي رصفت بالبلاط والإسفلت وبها خسرت البلاد مئات الملايين من الريالات إن لم نقل المليارات وهذا بفعل غش المقاولين لتلك الأعمال وغياب الرقابة من السلطة المحلية فهل نستفيد من أخطاء المحافظات الأخرى؟.. نأمل ذلك.