تحتفل بلادنا اليوم في الثلاثين من نوفمبر الأغر حكومة وشعباً بالذكرى الثانية والأربعين للاستقلال الوطني وطرد آخر جندي بريطاني من الجنوب اليمني بعد نضال وكفاح دام أربع سنوات قدم خلالها شعبنا اليمني العديد من التضحيات والشهداء والمواقف البطولية التي توجت بانتصار ثورة الرابع عشر من اكتوبر على طريق الانجاز الوطني العظيم الاستقلال الوطني. فكان لالتحام الثورتين الخالدتين السادس والعشرين من سبتمبر في شمال الوطن والرابع عشر من اكتوبر في جنوبه الأثر الكبير في صنع هذا الانجاز وتحقيق الخلاص من صنوف الهيمنة والاستبداد والقهر والحرمان طيلة مائة وتسعة عشرين عاماً عانى خلالها شعبنا في الجنوب الاضطهاد والتخلف والجهل إضافة إلى أشكال الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية وسياسة فرق تسد بهدف زرع بذور الفتن في أوساط الجماهير اليمنية لكن ذلك لم يدم طويلاً فقد شبّ شعبنا عن الطوق وانطلق للتصدي ومواجهة كل أشكال الهيمنة والجحود والنكران وساهمت الأغنية الوطنية والقصيدة والانشودة الوطنية إلى جانب جحافل المناضلين والشباب والمرأة وتوجت هذه النضالات بصنع هذا الانجاز العظيم يوم الثلاثين من نوفمبر.. ذكرى التلاحم والصمود والحرية والتقدم الاجتماعي والوحدة وتواصلت جهود الثورتين اليمنيتين سبتمبر وأكتوبر منذ ذلك التاريخ الموسوم بيوم الثلاثين من نوفمبر في التقارب والتلاحم والحوار بهدف تحقيق وحدة الادارة والعمل المشترك، فكانت هذه الجهود تعلن عن ثمارها يوماً بعد يوم وتواصلت الحوارات فكان لهذا التواصل ان تجسد على الواقع العملي في الثاني والعشرين من مايو عام 0991م بإشراقة الوحدة اليمنية الحلم الوطني.. والنغم الجميل الذي ظل حتى يومنا هذا.. القبس المضيء وحلم الوحدة والتوحد. إننا في هذه المناسبة الوطنية نحيي بإجلال وإكبار شهداء المسيرة الظافرة والثورة اليمنية وفجر التحرر العظيم الثلاثين من نوفمبر الذين قدموا أرواحهم فداء لهذه المسيرة وهذا اليوم الخالد.. وإلى مزيد من الانتصارات العظيمة والانجازات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية ومن أجل الارتقاء بحياة الناس مادياً ومعيشياً والحفاظ على المنجزات التي تحققت على مستوى الوطن اليمني الواحد.