بعد أن ناقش مجلس الدفاع الوطني التصورات الخاصة بالحوار، تساؤلات كثيرة ترجو الإجابة، منها : ما المأمول من ذلك الحوار ؟ ما الذي يعنيه الجلوس على طاولة مستديرة ؟ مَنْ هم أطرافه ؟ ربما المستقرىء للمشهد السياسي اليمني خلال السنوات الأخيرة يدرك أن اليمن مرّت بمرحلة خطيرة.. مكمن الخطورة يتجسد في كونها غربلت الساسة، الأحزاب ، القادة.... إلخ. ليقف الوطن على أبنائه الحقيقيين الذين ينتمون إلى الأمة وآماله، لا إلى الخارجين عن ولائه أو الداخلين في زمرتهم. ما أؤمن به أنا هو أن بلادنا الحبيبة مرت بمرحلة صحية. موطن ذلك الايمان أن كثيراً تجمعهم طاسة «مرق» أو طاسة «برع» لا فرق، لكن القليل من تجمعهم مصلحة وطن. لذلك نقول : وقد تجلّت حقيقة الأحزاب، تجلّت حقيقة الأغراب، تجلّت حقيقة من يسعى إلى السلطة ولو في سبيل ذلك دمار شعب .. مامدى حاجتنا إلى الحوار ؟ ومَنْ هم أطرافه ؟ لعل الحوار يعد ضرورة حياتية إن لم يكن أساس التعايش، ولكن هل ينبغي أن تجمع تلك الطاولة المستديرة كل من جعل من نفسه زناداً ومن حزبه فوهة موجهة إلى صدر الوطن ؟! هل يعني ضرورة الالتقاء أو التقاطع مع أناس لطّخت أيديهم بالقتل ؟ هل يعني ذلك بأننا بعد تجاوز هذه المرحلة نكرم أولئك الذين أخلّوا بمسئولياتهم أو وظائفهم أو مواقعهم فكانت النتيجة إهداء الوطن إلى شرفة الهاوية ؟ هل يعني ذلك أن نترك نصوص القانون العقابية ونطبق قواميس الزامل؟!!. أعتقد أننا أمام مرحلة جديدة مفرداتها النظام والقانون، فرض هيبة الدولة وسيادتها على كامل الجغرافيا اليمنية، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، الابتعاد عن المناطقية والعرقية، أن تتبلور ثقافة الدولة في ذهن المجتمع لا ثقافة القبيلة، أن يعاقب كل من يمس بالثوابت الوطنية.. لذلك ينبغي لنا جميعاً رفع شعار الوطن أولاً، والوطن لايقتصر مفهومه على الأرض إنما الإنسان، السلطة، الجغرافيا، السيادة، التاريخ. في الأخير لو تمعنّا به جيداً لأدركنا من هو الإنسان اليمني، لأدركنا ماذا تعنيه كلمة يمن، لارتقينا بأنفسنا عن مانحن عليه، فتاريخنا أعمق من أن ننتمي إليه، وما تكريم المولى عز وجل لنا إلا دليل على ذلك ..كيما نقترب من معاني ذلك التكريم علينا النظر إلى البيت العتيق بيت الله في الأرض، لنجد الركن اليماني عليه، وما لذلك من دلالات لايفهمها إلا الراسخون في الغيب.. لكل قلبي الوطن.