قال إن مجرد التفكير المساس بالوحدة يعد خطأ فاحشاً والظرف الذي يمر به البلد لايقبل التسويف في ظل الأزمة السياسية التي يشهدها الوطن وعلامات الانفراج اللائحة في الأفق، كانت رسالة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رعاه الله.. إلى مجلس الشورى أو كما يسميهم مجلس الحكماء لتبني عملية الحوار بين أطراف العمل السياسي.. اللواء عبدالواحد الربيعي أحد أعضاء مجلس الشورى كان معنا في هذه المقابلة للإجابة على عديد من الاسئلة كما عهدنا مداد حكمته مجيباً عن علامات الاستفهام تلك. {.. الأخ الرئيس دعا إلى ضرورة الحوار تحت قبة مجلس الشورى ما مدى حاجتنا إلى الحوار في وقت كهذا؟ ولماذا مجلس الشورى بالذات مناط به رأب الصدع القائم بين أطراف العمل السياسي؟ أولاً: الحوار ضرورة حياتية نستطيع من خلاله إزالة تلك الجدر المصطنعة في طاولة المصلحة الوطنية والتي لاينبغي أن تكون أرضية للحوار بقدر ماتكون سماءً له. بالنسبة للشق الآخر من السؤال ربما لكون مجلس الشورى يضم كافة شرائح المجتمع اليمني بمختلف تركيباته، ويمتاز بالكثير من الخبرات والتجارب في مختلف جوانب الحياة. {.. مامدى التدخل الأجنبي في الأحداث التي يشهدها الوطن؟ هناك تدخل أجنبي واضح ،وهذا التدخل بقدر مايستهدف الوطن فإنه يستهدف أمن المنطقة ومع ذلك فإن هذا التدخل يجني ثمار الوهم. فاليمن أقوى من أي تدخل، ولايمكن السماح لأي طرف بالتدخل في أمنه واستقراره. كما لايمكن أن تكون اليمن بوابة يستهدف من خلالها إخواننا في الخليج. فنحن منظومة متكاملة في شبه جزيرة واحدة مصيرنا واحد ومستقبلنا واحد. ولو نظرنا إلى هذه العلاقة بمنظور الجغرافيا السياسية لأدركنا بأن التقاءنا ووحدتنا ستشكل حلقة قوية في المنطقة، كوننا نمتلك من المقومات مايؤهلنا لذلك. {.. لماذا اليمن بالذات أصبحت أرضية لكل هذه المشاكل.. هل لخلل أم لأسباب أخرى؟ جميعنا يعلم بأنا دولة مؤسسات، ونظامنا نظام جمهوري والدولة كمفهوم تحمل معنى واسعاً لايمكن تأطيره. لذلك إن كان من خلل فهو ناتج عن بعض أشخاص أساءوا استخدام مواقعهم وخانوا أمانة المسئولية. واجب الحكومة هنا يتجسد بضرورة مساءلتهم، فلابد من محاسبة مرتكبه والمتسبب فيه. في المقابل لايجوز أن يطالب البعض بالانفصال أو الخروج عن الدولة باعتبار أن هناك أخطاء أو اختلالات مهما كانت فالوحدة مقدسة وصمام أمان للجميع. كما أن مجرد التفكير بالمساس بالوحدة يعد خطأ فاحشاً وتجنياً على الثوابت الدينية والوطنية. فلو نظرنا إلى الإيجابيات فهناك إيجابيات كثيرة صاحبها سلبيات لابد من معالجتها معالجة جادة وحاسمة لأن الظرف الذي تمر به البلد ظرف شبه استثنائي يتطلب معالجة الأمور التي ينبغي أن تتم بصفة جماعية ومسئولية مشتركة. فمسئوليتنا جميعاً هو أن نبني أوطاننا لا أن نسعى إلى خرابها فمطالبنا ومطالباتنا يجب أن تنحسر أو توجه إلى الخطأ نفسه بغية إصلاحه ومحاسبة من تسبب فيه. لا إلى إثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة والتجني على الإنسان اليمني وتاريخه. بالنسبة للأسباب الأخرى التي قد تمثل معطى من معطيات الوضع الراهن فهي كثيرة إضافة إلى أن لها علاقتها الوطيدة بطبيعة المجتمع اليمني ومكوناته كعلاقتها بما يشهده الوطن حالياً هذه المفردات منها: السلاح، الجهل، الانتماء للقبيلة على حساب الدولة، الانتماء للحزب على حساب الدولة التعصب الأعمى أياً كان جنسه، التدخل الأجنبي، الموقع الاستراتيجي وغيرها إن وجدت. {.. ماذا لو رفضت بعض الأطراف الحوار.. ما الذي يعنيه ذلك الرفض ومامدى تأثيره على مستقبل القضية؟ لايمكننا بيع الثمرة قبل نضجها أو اللبن في الضرع، لذلك لايمكننا التنبؤ بأمور مستقبلية. ولكني أقول هناك مؤشرات إيجابية أنا متفائل بها بإذن الله فما ينبغي علينا كيمنيين هو أن ندرك بأن حاجتنا إلى الحوار حاجة جماعية، فما يواجهه الوطن لايستهدف حزباً بعينه أو فئة بعينها، إنما يستهدف الوطن بمختلف مكوناته يمثل استهدافاً خطيراً للإنسان اليمني بعيداً عن الانتماء أو العرق أو اللون. {.. الكثير يتساءل عن أطراف الحوار.. ومن ستضم تلك الطاولة؟ نأمل أن تضم كافة الأطياف الوطنية. {.. ماذا يحتاج مجلس الشورى كي يتم ذلك الحوار وينجح في مهمته التاريخية؟ مزيداً من الوقت فبعد إطلاع المجلس على رسالة التكليف الموجهة إليه من قبل فخامة الأخ الرئيس حفظه الله وجد بأن المدة غير كافية، وقدم طلباً بتمديد الفترة إلى تاريخ سبعة يناير فوافق رئيس الجمهورية على ذلك حتى يتسنى للمجلس خلال هذه الفترة مزيد من التواصل مع المعنيين. {.. ما الذي صنع المجلس خلال الفترة السابقة منذ توليه مهمة الحوار؟ إلى الآن تم تشكيل اللجنة التحضيرية من المجلس للإعداد للحوار الوطني كما انبثق عن هذه اللجنة التحضيرية العديد من اللجان ولازالت اللجنة في حالة انعقاد وتواصل مع من يهمهم الحوار، وربما يعقد المجلس قريباً اجتماعه لمناقشة ماتوصلت إليه اللجنة.