كانت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من أوائل الدول التي سارعت للوقوف إلى جانب بلادنا في مواجهة آثار كارثة الأمطار والسيول التي اجتاحت محافظتا حضرموت والمهرة أواخر أكتوبر من العام الماضي 2008م ودعم وإسناد الجهود الرسمية والشعبية في تضميد جراح ما خلفته تلك المحنة الأليمة والتي طالت أوجه مجالات الحياة المختلفة .. كان أبرزها التعجيل في مد وإيصال المعونات والمساعدات العاجلة للمتضررين والمنكوبين الذين شردتهم ونكبتهم تلك السيول عبر جمعية الهلال الأحمر الإماراتي التي تواجدت منذ الأيام الأولى من وقوع ذلك الخطب - الذي نكب الإنسان والأرض وقوّض العديد من خدمات البنى التحتية في المناطق الشرقية من البلاد - وشرعت في تنفيذ برنامج إغاثي إنساني متعدد الأوجه بالتنسيق والتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمني ومؤسسات خيرية واجتماعية أخرى تم من خلاله توفير بعض الاحتياجات الضرورية من غذاء ودواء ووسائل إيواء متعددة ومتنوعة للمتضررين والمنكوبين في العديد من المناطق المتضررة والإسهام بشكل مباشر في تحسين الأوضاع المعيشية والصحية والظروف الإنسانية. لقد لبى الأشقاء في إمارات الخير نداء الواجب الإنساني وأسهموا عبر قوافل جمعية الهلال الأحمر الإماراتي وطواقمها المختلفة من القيام بعمل جبار ومثمر في دعم وإسناد جهود الإغاثة الرسمية والشعبية الموجهة للمتضررين والمنكوبين والتدخل السريع عبر بوابة الشراكة المتميزة التي تربطها مع الجمعيات والمنظمات الإنسانية النظيرة لها في المساهمة وبقوة في دعم قدراتها وتمكينها من القيام بواجباتها الإنسانية تجاه إخوانهم المتضررين والمشردين في أكثر من مكان ومنطقة طالها ضرر وخراب كارثة سيول أكتوبر 2008م المفجعة .. فقد كان الجسر الجوي الذي سيرّته منذ الأيام الأولى لكارثة السيول الشقيقة "الإمارات " بين مطار أبو ظبي والمكلا والذي نقل المؤن والمساعدات الإنسانية العاجلة وإرسال المستشفى العسكري الميداني والمدعم بالخبرات والتجهيزات الفنية والصحية الذي مكث أسابيع في وادي حضرموت أحد شواهد ذلك الإسناد والدعم الأخوي والإنساني الخير الذي ساعد في الرفع والتقليل من وطأة المعاناة عن كاهل المتضررين والمنكوبين ومساعدة الأجهزة المختصة في مواجهة وتجاوز آثار الكارثة على الجانب الصحي والبيئي . لقد جسد الأشقاء في إمارات الخير والجود عمق الترابط الأخوي المتين الوثيق الذي يجمع الشعبين والقيادتين في البلدين الشقيقين ولم تدخر جهداً في سبيل تلبية نداء الواجب الإنساني، فقد كانت التوجيهات الكريمة والتعليمات السامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة " حفظه الله " - التي تنبع من موقف عروبي أصيل - بلسماً للمعالجة وتسكين معاناة المتضررين والمنكوبين وتخفيفاً لآلامهم وصدمات تلك الكارثة على حياتهم .. فقد أدخلت أوامره السامية بتنفيذ بناء مشروع سكني متكامل للمتضررين في حضرموت المسرة إلى خلجات ووجدان تلك الأسر الكريمة التي نكبت معيشتها وشردتها السيول. وترجمة لذلك بدأت هذا الأسبوع وتائر العمل في الميدان تدور وتنشط في بناء هذه المدينة السكنية التي أطلق عليها مدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتتكون من (ألف منزل) مع مرافقها الصحية والتعليمية والخدمية وبكلفة تبلغ نحو (100مليون درهم إماراتي) حيث تفاعلت السلطات المحلية في حضرموت إيجابياً مع هذه المكرمة السامية ووفرت كافة السبل والظروف المناسبة بما في ذلك تحديد المواقع والمساحات الكافية التي ستستوعب بناء هذا المشروع السكني الذي يقام في كل من وادي حضرموت (800) منزل والمكلا (200) منزل وبما يمكن جمعية الهلال الأحمر الإماراتي من التنفيذ والإشراف على مراحل تشييد هذا المشروع الخيري المتكامل الذي حدد استكماله في نهاية مارس من عام 2011م. إن وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة إلى جانب بلادنا في محنة آثار كارثة سيول 2008م بهذا التجلي من المواقف الرائعة والكريمة ليس بغريب على الأشقاء في إمارات الخير - قيادة وشعباً - وبخاصة على سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي يسير بثبات على نهج - المغفور له بإذن الله - الشيخ المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" صاحب المواقف الثابتة والأصيلة إلى جانب اليمن قيادة وشعباً في كل الأحوال والمواقف في السراء والضراء والمشهود له بالتجرد والإيثار ونكران الذات في خدمة قضايا أبناء أمته الواحدة , فالشيخ خليفة امتداد لذلك النهج القويم والمواقف النبيلة والمسيرة الظافرة للخير والعطاء الإنساني التي أرسى دعائمها- المغفور له بإذن الله - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان..فالشكر واجب للإمارات قيادة وشعباً على هذه الهبة والموقف الأصيل والنبيل وتلبيتهم نداء الواجب الإنساني , الذي سيظل محفوراً في ذاكرة شعبنا أبد الدهر .