لعل البعض من الناس في هذه الأيام جديرون بأن يقال عنهم بأنهم ممن لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب وهؤلاء النفر من الناس دائماً ما يعرفون بتوجيه اللوم والانتقادات لمن سواهم من السياسيين أو الفنانين والمبدعين أو القادة والنخبة من عامة الشعب. وغالباً ما يكون هؤلاء النقاد واللائمون من العاطلين أو الكسالى والمهووسين والمغرورين الذين يعتقدون أنفسهم أنهم الصائبون الوحيدون في الكون وأصحاب العقل والنبوغ والفطنة والذكاء وما دونهم من الناس الآخرين ف«هبلان» ومجانين ومغفلون وأغبياء لايقدرون على أي نوع من الابتكار أو الإبداع في أي عمل أو مهنة أو أي مجال آخر من مجالات الحياة بمختلف ألوانها وأشكالها بما في ذلك إدارة شؤونهم الداخلية أو الشخصية. حتى الدولة والحكومة وبالرغم مما تحققه من انجازات ومشاريع تنموية عملاقة من سنة إلى أخرى فإنها لاتسلم من الانتقادات والتحقير والتقليل من شأنها وإن كانت محل تقدير واحترام وإعجاب الكثير من أفراد الشعب ممن يلمسون الفوارق الإنشائية والإنمائية والعمرانية المتزايدة من عام إلى آخر، كالزيادة مثلاً في عدد الطرقات والمدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات والمراكز الصحية والحدائق والمتنزهات والملاعب والصالات الرياضية والترفيهية والموانئ والمطارات ووحدات المياه والصرف الصحي ، وغير ذلك من المشاريع الإنمائية والبنى التحتية المتسعة والمتطورة ونجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة منها لخدمة المواطنين في كافة محافظات الجمهورية وتوفير المقومات والمتطلبات الأساسية لحياتهم وحياة أبنائهم والأجيال القادمة من بعدهم. وبالرغم من المعرفة التامة لأولئك النقاد بالأوضاع المأساوية المزرية لعهود الإمامة والتشطير والاستعمار وافتقارها إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية إلا أنهم لا يستثنون في نقدهم أي منجز رائع وجميل ومفيد كما لو كانوا يعيشون في كوكب آخر.. وفي حقيقة الأمر أنهم لاينتقدون أي شيء أو أي منجز ثوري لعيب أو نقص فيه لغرض النقد وإنما لإثباط الهمم وإحباط العزائم الوطنية لأبناء الوطن المخلصين بغرض التقليل من جهودهم أو لفت الأنظار إليهم كما لو كانوا عاجزين أو مقصرين وفاشلين فيما قاموا بتحقيقه من إنجازات ومشاريع إنمائية وعمرانية في مختلف المجالات ولكي تستمر الفكرة السائدة في أذهان الناس والشباب بأن الأوضاع المزرية لعهود الإمامة والاستعمار وان كانت بائسة ومظلمة ومتعفنة فإنها تظل الأفضل والأحسن والأجود عما آلت إليه البلاد في عهد الثورة والوحدة من رخاء وتقدم وازدهار اقتصادي وصناعي وصحي وعلمي وعمراني منقطع النظير. ولو بحثنا في طبيعة التكوين الاجتماعي لتلك الطائفة من النقاد المغرضين لوجدنا أنهم لا يمثلون سوى البقية الباقية من العناصر الإمامية والمخلفات الاستعمارية من العناصر التي لاتنتمي إلى تربة الوطن اليمني الطاهر ولا تتمنى له أي تقدم أو ازدهار. وعندما وجدت تلك المخلفات الإمامية والاستعمارية نفسها عاجزة عن تحقيق مآربها لتوسيع الهوة وشق الصف وإثارة الحماقات والعصبيات الطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد وضرب بعضهم ببعض لما فيه تخريب وتدمير الوطن والقضاء على وحدته ومكاسبه، لجأت تلك الجماعات الحاقدة إلى الارتماء في أحضان قادة وزعماء الأنظمة والمنظمات الإرهابية الخارجية التي فقدت مصالحها ونفوذها في اليمن بعد قيام الثورة وتحقيق الوحدة الوطنية والتخلص من عهود الإمامة والاستعمار التي اندحرت وولت إلى غير رجعة ببزوغ فجر السادس والعشرين من سبتمبر 26م والرابع عشر من اكتوبر 36م والثلاثين من نوفمبر76م والثاني والعشرين من مايو0991م الذي بدَّد بضيائه ظلمات الماضي الكئيب وتوهجت بنوره مصابيح عهد جديد من الحرية والديمقراطية والتقدم والازدهار والسؤدد والرخاء التي عمّت كافة أرجاء الوطن بلا استثناء لتظل هذه المصابيح مضيئة خفاقة في سماء اليمن السعيد اليمن الموحد بأرضه وشعبه والذي لن يقدر أي كائن كان على إطفائها طالما كان هناك رجال أقوياء وأبناء أوفياء ومواطنون شرفاء مستعدون للتضحية والفداء للدفاع عن أرض الوطن ووحدته ومكاسب ثورته حتى القضاء على كل الخونة العملاء وعصاباتهم الارهابية والتخريبية التي تتهاوى حالياً تحت أقدام المناضلين من أبناء القوات المسلحة والأمن البواسل الذين يتسابقون لنيل الشهادة في سبيل تطهير أرض الوطن المقدسة من دنس تلك العصابات الإمامية المأجورة والانفصاليين المرتزقة لتحيا اليمن حرة أبية موحدة تحت راية وزعامة باني اليمن ومحقق الوحدة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية حفظه الله وأبقاه ذخراً للوطن والشعب ورمزاً للأمة العربية. ولا يسعنا في الأخير إلا أن نقول لأولئك المارقين الحاقدين والمتآمرين : موتوا بغيضكم أو ارحلوا وراء أسيادكم من الإماميين والانفصاليين قبل أن تدفنوا في كهوفكم وأوكاركم، فاليمن مقبرة الغزاة ومحرقة الخونة والعملاء.