الحوار هو الوسيلة الحضارية السليمة التي توصل الأطراف المعنية بالحوار إلى الخروج بالإيجابي المفيد للوطن والمواطن، وبما يمنع أو يقلل من هوة الخلافات ويحول دون توسيعها. ودعوني أن أستمر في تفاؤلي بقدرة الحكمة اليمنية، المعروفة تاريخياً عن يمن الإيمان والحكمة، على استيعاب التناقضات والتشنجات التي أظهرها البعض، وضيق الصدر الذي بدا واضحاً لدى بعض الأحزاب التي تعتبر نفسها في أحيان كثيرة أكبر من الشعب. ورغم شعورها بهذا «الشباج» الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع فإنها لم تتمكن من التطبيق العملي لمفهوم الممارسة الديمقراطية. بل نستطيع القول إن مثل هذه الأحزاب مازالت تعيش بعقلية القرون الوسطى المعروفة بعهد الكنيسة وتمارس أقوالاً وأفعالاً متناقضة تماماً مع رغبة الشارع الذي استجاب لدعوة رئىس الجمهورية التي أزاحت عنه شبح الخوف من المجهول. أقول: بما أننا في وسط سياسي تظهر فيه المناكفات والمزايدات؛ فإننا بحاجة ماسة إلى المزيد من الصبر والتعقل والهدوء والتعامل مع تلك المزايدات بحكمة. ولا بأس أن نعتبر تلك الممارسات أنها من أجل الوطن، وهو ما تربى عليه أعضاء المؤتمر وما عوّدهم المؤسس الأول للمؤتمر الشعبي العام الرئيس علي عبدالله صالح منذ السابع عشر من يوليو 1978م وحتى اليوم. وأرى أن التزام المؤتمر الشعبي العام بسياسة النفس الطويل القائم على الصبر والتعقل والحكمة من أبرز المؤشرات التي جعلته يحظى بثقة الجماهير في كل استحقاق انتخابي. ولذلك كله ليس عيباً أن نصبر ونتحمل لعل العقلاء والنبلاء في تلك الأحزاب يقدّرون كل ذلك، ويستطيعون أن يعيدوا الأمور إلى نصابها داخل أحزابهم. ويظهر صوت العقل والحكمة لديهم الذي يغلب المصالح العليا للوطن، ويطلق النية الصادقة للحوار، ويعد العدة لتقديم كل ما لديه من الرؤى التي تنفع الوطن والمواطن ويضعها على طاولة الحوار. ولئن كان الحوار مفتوحاً على كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن؛ فإن ما سينتج عن ذلك الحوار سيكون ملزماً للجميع ويصبح واجب التنفيذ. فهل أدرك الذين لايزالون يمارسون حرب الأعصاب بأن السبيل الوحيد المتاح أمام الجميع هو الحوار والحوار وحده؟!. وهل سنلمس تغيراً إيجابياً في هذا الاتجاه خدمة ليمن الثاني والعشرين من مايو 1990م؟! وكما بدأت بالتفاؤل فسأظل كذلك بإذن الله.