هو ذلك الساحر الذي تذهب إليه طواعية وتقدم له الغالي والنفيس رغم مخاطره.. والتحذير الرسمي من سرطاناته القاتلة، وما قد يصيب الأسرة والحياة برمتها من مضاعفات نفقاته.. إلا أنه يظل أهون الشرور التي تحيق بنا ولا من مخرج منه.. وإن كنا خاطئين فليأتي من يخطئنا بحلول ناجعة ومفيدة وعملية بعيداً عن المضاعفات الأخرى! إنه «القات».. القاتل المحبوب والمرغوب، وإنه أيضاً المسبب الأول للاكتئاب والأمراض النفسية، لكنه يظل المؤنس والمعالج - مؤقتاً - ولله في خلقه شئون وهم أرحم الراحمين! وهذه الشجرة الخضراء الحمراء، البنية اللون، بما في ذلك الصفراء منها أحياناً تظل هذه الشجرة مسيطرة علينا أنى كنا وكيفما نحن نعيش، حتى المجانين تستهويهم وتذهب ببعض جنونهم، لكنه يتضاعف اليوم التالي وما باليد حيلة، ولكننا هنا لا نحلل ذلك أو نحرمه بقدر ما نقدم رؤى قد تصيب وقد تخطئ وخير الخطائين التوابون. شجرة القات اليوم هي المستنزف للمياه وللصحة والجيوب.. لكنها أهون من المخدرات والخمور والمهلوسات التي صار ضحاياها بالملايين في دول العالم، أما القات فقد بدأ يغزو حتى بريطانيا وأمريكا وهذه أمور ظلت في مباحث طبية أكدت بعضها أن (اليخضور) الموجود في القات كمزروع يفيد الإنسان نوعاً ما.. والطب يمكن أن يؤكد ذلك من عدمه! القات صار اليوم يلسعنا بسياطه، رغم تحملنا للسعات قيمته فقد تضاعفت الأمور وصار القات بالشيء الفلاني، وربما يقول المدمنون على الخمور.. (أهون علينا الخمر من القات اليوم) ذلك لأن أمور الخمر أهون.. رغم كونه محرماً علينا كمسلمين.. لكن القات صار من الأمور المحرمة علينا أيضاً لأنه فاق كل التصورات وصار من الممقوت الذي هو على حساب البطن ولقمة العيش.. فلماذا يا ترى هذه المغالاة؟! هل المزارعون هم سبب المغالاة أم البائعون الذين يستهبلوننا أم الجهات المسئولة عن الأسواق ولها كامل الصلاحية في حماية البائع والمولعي معاً؟!. نحن اليوم نرى أن أسعار القات لا يتحملها ملف أو قضية في محكمة ما.. ولا يقدر على مجاراتها إلا الكبار، وقد يكون بعض الكبار فاسدين أو ما شابه ذلك.. فهل هكذا نصير إلى الحضيض؟!. اضبطوا الأسعار ولاتجعلوا البلاد نهباً لمن أراد.. فهذه أمور تساعد على تعميق الفساد وقلة الأخلاق بأوسع معانيها.. فهل وعينا ذلك حتى لا تتفاقم الأمور ونقع في المحذور؟!.