ان المرء ليقف اليوم مشدود الذهن والاعصاب بل يفكر حول ما يجري على الساحة الوطنية (اليمن) من أحداث ومستجدات متسارعة تجعل الهم الوطني يحمله الصغير والكبير على حد سواء فالوطن همّ جميع ابنائه وأمنه واستقراره ديدن الجميع والهدف المرجو والقصد من رب العباد وما أن تلوح في الأفق مبادرة لإصلاح الشأن وتبعث في الناس الأمل بتجاوز الاشكالات وحل الخلافات التي تعترض مسيرتنا فتلم شملنا وتوحد رؤانا لنعيش يوماً هو أفضل، من الأمس واليوم، نجد هناك المتربصين بالوطن يفتحون نوافذ الشرور والإحباطات والمنغصات ولإغلاق هذه النوافذ وافشال المؤامرات لابد على الجميع سلطة ومعارضة وشعباً وحكومة أن يستشعروا بالمسئولية الملقاة على عاتقهم بأننا على سفينة واحدة وأي خرق للسفينة يهدد بغرق الكل دون استثناء، ومن ثم فإن الوطن، ومسئولية الحفاظ عليه أمانة في أعناق أبنائه، وغريب كل الغريب أن نجد من يفكر بأنه ناجٍ من أي مؤثرات سلبية تحدث أو انتكاسات اقتصادية أو سياسية.. فالولاء الوطني مبدأ ديني وإنساني شريف يعزز القيم الوطنية والحرص على تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ويخلق فينا الاستجابة والقدرة على مواجهة مشاكلنا بالتفاهم والحوار الذي يجب أن يكون مبنياً على تغليب المصلحة العامة ونكران الذات والمصالح الضيقة لأن المنطق يقول: بأن المجتمع الآمن المستقر المتماسك يستطيع أن يبني ويعمر وينشد غداً أفضل ومستقبلاً أجمل وأن مصلحة الفرد تنبثق من الكل وليس العكس وأن ما يمكن أن يقدم من جهد وعرق ودم من الفرد يجب أن يسخر من أجل الكل، وهذا مبدأ شرعي تعبدي يعين صاحبه ويمكنه من الفوز بالدارين، ولهذا فالواجب الوطني والولاء الوطني الإيماني يحتم على كل القوى السياسية أن تجعل نصب عينها وحدة الوطن أولاً وأخيراً ووحدة الصف والمصير.. المشترك فاليمن مسئولية الجميع وأمانة الجميع...والله سائل الجميع.