عمليات الاختطاف للأجانب تسفر في أحيان كثيرة عن تحرير المختطفين ولعل الاختطافات تتميز بأن يكون الخطف إما من مرجعية قبلية سعياً وراء مطالب من الدولة ويتم معالجة عمليات الاختطاف بحلول مثل توظيف مجموعة منهم أو مد الطريق إلى منطقتهم وكفى وبقيت المنطقة كما هي دون أشغال ساكينها بالتنمية كأن تنشأ مدرسة أو مستشفى وأن تتوافر قنوات لإقامة عدليه حيث لا حل لمشاكل الثأر والقتل والإرث عندهم وهكذا تشكل عزلتهم بؤرة لممارسات التطرف، وصار تطبيعاً غريباً غاب عنهم فيه مخافة الله عز وجل في تأمين الغريب وإيوائه بل وضيافته فهي أعرافنا حتى قبل الإسلام وقد حرم الله قتل النفس. ما يؤلم أن عملية الاختطاف للآمنين عملية إجرامية يمارسها ضعاف النفوس بصرف النظر عن الدين والثقافة وتمارس في أكثر من مكان حول العالم وإن كانت بعضها تدعي الدين كجماعة طالبان، وعموماً لا يحق لأي جماعة باسم الدين تقويض أمن الآمنين وها هي جماعة أخرى في الصومال قد اختطفت زوجين أوربيين من هواة ركوب البحر والسبر في أغواره. لم يرحم أخواننا الصوماليون أنهم “الزوجين” عزل وكبار في السن ولم يكتفوا بقرصنتهم على السفن العابرة والعاملة في البحار الدولية هل ضاقت فرص الحرب والاحتراب إلى أن يختطف آمنون وماذا عن حالات الاختطاف الداخلي لمن يختلفون معهم وأي مستقبل آمن ينشدونه..كيف يفهم الإنسان حق أخيه الإنسان في الحياة وكيف يحق له أن يحمل إنساناً أعزل خطأ آخرين بحكم اللون “البشرة البيضاء” أو أنهم من الدول الغربية.. أين هؤلاء من القاعدة الإسلامية بألا تزر وازرة وزر أخرى. لقد أساء هؤلاء إلى تاريخ الشعب الصومالي وعلاقاته الوطيدة بشعوب الجوار الأفريقي والتداخل القومي والعرقي وقد كانت الصومال وما زالت أحد المهاجر المشتركة مع اليمن وارتبط أهل البلدين بوشائج قرابة واختلاط وللطبيعة الساحلية بين البلدين دور في توطيد الصلات وما زالت كثير من الشخصيات يجري في دمائها الانتماء المشترك وما زالت أحياء قديمة في عدن والمكلا مقراً وسكناً للأشقاء الصوماليين واليوم أحياء جديدة غالبيتها من الإخوة الصوماليين في صنعاء بفعل الحرب في بلادهم والنزوح القسري منها، لقد بلغ الواقع المتردي مداه والصومال أكملت في يناير الماضي العام على تسلم الرئيس شريف أحمد السلطة ولم تستوعب منظمة الشباب الإسلامي واقع شعبها وهي تواصل أعمال العنف التي لم تسلم منها كوكبة من الأطباء الصوماليين وهم يحتفلون بحفل تخرجهم بعد إكمالهم الدراسة داخل الوطن الصومالي. إنها دوامة حرب مستمرة منذ فترة حاولت الكثير من القوى العالمية ترويض التمرد الصومالي لكن ما لبثت أن تركت هذا الشعب المستضعف عرضة لأقويائهم يمارسون فيهم ما شاءوا من عنف وقتل وتدمير،وحيث وجدت قوى التطرف مأوى وملاذ لتطبيق أحلامها على الشعب المغلوب على أمره ومن لم يستطيعوا الفرار من جحيم الحرب المستعرة وما تبقى في البلد من أطلال ليس بسبب عدو أجنبي خارجي بل بدأ في المرحلة السابقة حرباً ضد النظام الحكومي ثم احتراب بين هذه القوى أمراء الحروب التي كانت سبباً في بروز قوى التطرف المتأسلمة الذين يحلمون اليوم بنظام متطرف وها هم اليوم يصفون حساباتهم برغم تسليم السلطة لفصيل إسلامي يرأسه الرئيس الصومالي الحالي شيخ شريف وفرز غريب بين مسلم ومسلم لرفقاء الأمس. يتحمل المجتمع الدولي والعربي والإسلامي والأفريقي مسؤولية ترك الشعب الصومالي يقتل بعضه وها هي اليوم تستشري سياسة التطرف القاعدي الطالباني التي لم ولن تستطيع قوات حفظ السلام الأفريقية الوقوف ضد هذا التيار بعد أن خلت له صحاري شرق أفريقيا وغاب عنه صوت الرحمة والرأفة بشعبه وشعوب العالم.