يحلو للبعض أن يزايد بالقضايا الوطنية وتصل درجة المزايدة لدى هذا البعض إلى تعريض الوطن للخطر وإقلاق السكينة العامة، ولايهم النتائج الكارثية التي يتسبب في إحداثها للوطن والمواطن، ولايرى في ذلك الفعل الإجرامي إلا وسيلة تحقق رغباته وطموحاته، غير المشروعة، وأصبح هذا البعض يؤمن بنظرية (الغاية تبرر الوسيلة)، وهذه النظرية الشيطانية لايؤمن بها إلا النفعيون الماديون الذين لايؤمنون بقيم ولايعترفون بثوابت ولايقدسون إلا المال ولايرون أنفسهم إلا من خلاله، .. وهؤلاء يشكلون خطراً على المجتمعات ويهددون القيم الانسانية والروحية، ويحولون المجتمعات الانسانية إلى مجتمعات تنتفي عنها الصفات الانسانية وتظهر فيها النزعات العدوانية والوحشية. إن الذين يستخدمون القضايا الوطنية كغطاء لأهدافهم الحقيقية شرُّ لابد من مواجهته وتحذير المجتمعات الانسانية من مثل هذه العناصر، لأنها دموية إرهابية عدوانية تبدأ بقضايا مجتمعية تتخذ منها غطاءً وستاراً للوصول إلى تحقيق منافعها الآنية والعدوانية وتستخدم أبشع الوسائل في سبيل الوصول إلى تلك الغاية، ولايجوز من وجهة نظري السماح لهؤلاء العدوانيين بالتمادي في عدوانهم على القيم والسكينة العامة، وعلى الحكومة أن تواجه هذه الظاهرة الشيطانية بقوة ولايجوز التراخي في التعامل مع مثل هذه الجماعات. والأكثر من ذلك أن النفعيين والماديين قد طوروا من أساليبهم وأصبحوا يلبسون مختلف العباءات التي تتناسب مع الشعوب التي يظهرون فيها. فعلى سبيل المثال في بلادنا اليمن ظهر النفعيون الماديون في محافظة صعدة ولبسوا عباءة الدين وكان قد سبقهم القاعديون الذين سخروا الدين لخدمة نزعاتهم العدوانية وهاهم اليوم النفعيون والماديون في بعض المحافظات الجنوبية يلبسون عباءة الدين وعباءة القضايا الحقوقية وكلها بالنسبة لهم وسائل شيطانية توصلهم إلى تحقيق رغباتهم السادية التي تعتمد على استعباد الناس وسحل الأتقياء منهم ومنع مظاهر الحياة الآمنة المستقرة لأن تلك الأعمال تدر عليهم دخولاً طائلة من أعداء اليمن الذين جعلوا منهم أدواتهم للتخريب والارهاب، ولذلك نأمل أن يدرك الذين هم على صلة بهم حقيقة الأمر بإذن الله.