تقف السياسات الامريكية وراء كل المشاكل في العالم وفي المنطقة العربية, والعالم الإسلامي بصفة خاصة.. فهي وراء الوجود الصهيوني الغاصب منذ أكثر من ستين عاماً, وهي وراء مايدور في أفغانستان, وفي باكستان, وهي المسؤولة كل المسؤولية عما يجري في العراق, وهي التي تسعى حثيثاً إلى تعكير العلاقات بين إيران وجواره العربي, وهي وراء مايحدث في لبنان, ووراء العدوان في صيف 2006م.. وهي التي تقف ووقفت وراء مايحدث في الصومال, وفي غرب السودان, وهي المشجعة والداعمة لكل مايحدث في تبت الصين, وهي التي كانت ومازالت ضد النظام الشعبي في فنزويلا.. إنها سياسة لنشر الفوضى العالمية, وضرب الاستقرار والأمن والسلام العالمي, وهي الداعية لسوريا لقطع علاقاتها مع إيران و.. و.. إلخ مما سمته «كونداليزا رايس» الفوضى الخلاقة, بما فيها الثورات ضد الديمقراطية تلك الثورات التي تسمت بأسماء الألوان.. كالثورة البرتقالية, والبنفسجية والمخملية, وثورة الأرز وغيرها من الحركات الفوضوية الخلاقة. واليوم هاهي تنزعج من توتر وتراجع العلاقات التركية الصهيونية, وتنامي العلاقات التركية السورية, والتركية الإيرانية تخوفاً من نشوء حلف عربي إسلامي في المنطقة, وأصبحت السياسة التركية تقلق الإدارة الأمريكية الصهيونية.. ومما زاد قلقها هو التقارب التركي الأرمني فلم تجد إزاء التوجهات التركية هذه سوى العمل على تقويض التقارب الأرمني التركي بدءًا بتقرير أقرته لجنة السياسة الخارجية في الكونجرس يصف الفتنة التركية الأرمنية في القرن الماضي بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل الأتراك, ونبش هذه المسألة اليوم لإثارة عواطف الشعب الأرمني ضد التقارب بين تركياوأرمينيا والضغط على النظام الأرمني للتراجع عن هذا التقارب مع تركيا.. بل المضي قدماً لإثارة أرمينيا ضد تركيا لإنهاء التقارب وحالة السلام بينهما وتحويل هذه الجبهة الهادئة إلى فوضى ساخنة. والمشكلة أن الإدارة الأمريكية تنسى نفسها, وتنسى أنها استوطنت موطن الهنود الحمر ومارست ضدهم الإبادة الجماعية, وتنسى الإبادة الجماعية للفلسطينيين, من قبل الصهاينة, وتنسى الإبادة الجماعية في فيتنام.. فيالها من صفاقة؟!