يحكي أن الفئران اجتمعت بسبب اعتداءات القط عليها وراحوا يقدحون أفكارهم ثم اهتدوا إلى حل يجعلهم يشعرون باقتراب القط من منطقتهم قبل أن يصل اليهم وكان الحل هو أن يعلق جرس على رقبة القط وهو نائم فإذا تحرك بعد ذلك رن الجرس وهربت الفئران .. هلل الفئران لهذا الحل وراحوا يصفقون وكان بينهم فأر عجوز لم ينفعل لهذا الحل فلما هدأت أصواتهم سألهم بصوت خافت: من الذي سيعلق الجرس؟؟ أسقط في أيدى الجميع وفشل الاجتماع. فالفئران لم تفكر أن تقضي على القط نهائياً واكتفوا بفكرة الهروب منه فقط كونهم سلموا نهائياً باستحالة القضاء عليه أو إلحاق الضرر به, ومادامت هذه قناعاتهم فسيظل الحال على ماهو عليه. للمرة الثانية والعشرين والقادة العرب يجتمعون لنفس القضية وفي كل اجتماع يختلفون ثم يفشل الاجتماع ويظل أمين عام الجامعة بين كل اجتماعين يسعى لتنقية الأجواء والمصالحة بين هذا الطرف وذاك وحتى المشاريع التي تُقدم للقمم وفيها مصلحة ظاهرة لهذه الأمة تؤجل بأعذار هي أقرب إلى الذنوب. لقد تقدمت اليمن بمشروع الاتحاد العربي وهو أمر لا يحتاج لأكثر من إرادة سياسية قوية لبداية الخطوة الأولى فقال المنظرون إن هذا الاتحاد لابد أن يمر بنفس المراحل التي مر بها الاتحاد الأوروبي ولابد أن يستغرق نفس الوقت.. وبنفس النية والطريقة أفشل بعض المتخاذلين مشروع الدفاع المشترك والسوق العربية المشتركة وغيرهما. لقد كانت كلمة أمير قطر الرئيس السابق للقمة صريحة وواضحة وكان تساؤله هل سيصدق العرب (شعوباً) أن أهل القمة غير قادرين على فك الحصار عن أهالي غزة؟ أو عن حماية القدس؟ حتى الآن مرت ثماني سنوات على قمة بيروت أو قمة المبادرة العربية فما كان رد إسرائيل عليها؟ لقد فهمت إسرائيل نفسياتنا وهي تقرأ بدقة مابين سطور قرارات كل قمة ونحن – كما يبدو – ننسى بسرعة رد الفعل الإسرائيلي, وبقدر الخيبة والأسى اللذين يشعر بهما العرب بعد كل قمة يشعر الاسرائيليون بالفرح وأنهم على الحق وأنه يجب المضي في نفس الطريق، فبمجرد أن أعطى وزراء خارجية العرب الضوء الاخضر لاستئناف الحوار مع إسرائيل قامت إسرائيل بضم مسجد الخليل (الحرم الابراهيمي) و«بلال» إلى التراث اليهودي وسارعت في بناء كنيس الخراب على بعد 300 متر من المسجد الأقصى وهي الآن بل واثناء انعقاد القمة تعلن تهويد القدس ومع ذلك يصر العرب على أن السلام خيارهم الاستراتيجي، ولعل هذه العبارة هي المقياس الذي تعتمده إسرائيل في ردود أفعالها تجاه القمم فكلما أصر العرب على خيار السلام الذي أصبح مخللاً لتقادم العهد عليه تأكدت إسرائيل أن العرب غير قادرين على شيء أولا يريدون عمل شيء لقضيتهم وعليه فإنها تزيد من وتيرة الاستيطان والتهويد ولسان حالها يقول: إني لأغمض عيني ثم أفتحها على رجال ولكن لا أرى أحدا لقد رحت استطلع رأي البعض من الأصدقاء قبل القمة الأخيرة عما إذا كان هناك جديد فكان رد الكثير الغالب أنها كسابقاتها بل حبذ البعض عدم انعقادها. إن أوجب الواجبات اليوم ليس البيانات والقرارات بل رفع الحصار وحماية القدس ولا يكون ذلك إلا باتخاذ خطوات ايجابية قوية تشعر العدو بجدية المرحلة القادمة وأول هذه الخطوات: 1 – وقف التعاون مع الولاياتالمتحدة لمحاربة مايسمى بالإرهاب والذي تحول إلى حرب على الاسلام. 2- سحب المبادرة العربية للسلام. 3 – فتح المعابر العربية ورفع الحصار عن غزة ومالم نتحرك بصورة جدية للحفاظ على حقوقنا فلن نحصل على شيء أو ننتظر من يعلق الجرس.