أكثرية عناصر المجتمع ينقصها الوعي وبدلاً من أن تقوم الأحزاب وبعض منظمات المجتمع المدني بدور التوعية وغرس المفاهيم السليمة في أوساط شرائح المجتمع نجد بعض الأحزاب تستغل ضعف الوعي وتعمل على المزيد من التجهيل ظناً منها انها تحقق مكاسب سياسية قائمة على المنفعة الآنية ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد ان تلك الأحزاب تعمل على تعبئة ذوي الوعي المنقوص بقولها إن الدولة مسئولة عن كل شيء بما في ذلك إيجاد الوظيفة العامة لكل مواطن دون ان تبين له بأن الوصول إلى الوظيفة العامة يحتاج إلى المثابرة والجد والتفوق والتحصيل العلمي، بل ان الأحزاب السياسية تكرس في أذهان الناس بأن الدولة هي المسئولة عن كل شيء وما على المواطن إلا أن يستهلك فقط، ولم نر الأحزاب السياسية تنمي عناصر المجتمع على الإنتاج والإبداع بقدر ما تنمي فيهم روح الاتكالية وعدم الشعور بالمسئولية وجعلت من العناصر التي تشبعت بالتعبئة الحزبية الخاطئة عالة على المجتمع الأمر الذي دفعها إلى سلوكيات غير سوية. إن مسئولية الأحزاب أن تخلق روح الإبداع والاعتماد على الذات والبحث عن الرزق الحلال بالكد والجد، وعليها أن تبين بأن الدولة مهمتها الأساسية توفير الأمن والاستقرار وحماية المواطن وبيته ليتمكن من البحث عن رزقه الحلال انطلاقا من قول الخالق جل وعلا : (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).صدق الله العظيم.. وإن الدولة معنية بتوفير الوظيفة العامة ولكن لمن تنطبق عليهم شروط الوظيفة ومن أبدعوا واكتسبوا علماً ومهارات وخبرات وليس لمن آثر الجمود والركود والاتكال في حياته دون ان يحرك ساكناً وركن إلى ما تقوله تلك الأحزاب من ان الدولة مسئولة حتى عن فشل الفرد في أداء واجبه في البحث عن مصدر الرزق. إن التعبئة الحزبية القائمة على الكيد السياسي والنكاية وإثارة الفتنة وصنع الأزمات قد خلقت عناصر نفعية تريد ان توفر لهم الدولة دون أدنى جهد يمكن ان تقوم به مثل تلك العناصر، وهي سياسة خطيرة قائمة على حب الانتقام وتصفية الحسابات ولم تقدر تلك المعارضة ان ذلك سينعكس عليها بدرجة أساسية، فهل تدرك تلك الأحزاب بأن من واجبها أن توعي المواطن بواجبه ومسئولياته، وما ينبغي عليه القيام به تجاه أسرته ومجتمعه ودولته من أجل ان يكون المواطن على رؤية بأن عليه واجباً وقبل ان يطالب بالحق فإن عليه فعل الواجب الذي يوصله إلى ذلك الحق، نأمل ان تدرك أحزاب المعارضة هذا الواجب بإذن الله.