أكثر من مرة ذكرنا المسلمين بالأوقاف التي نهبوها، وقلنا إن مال الوقف نكال وخراب أفراد ودول، وإن مال الوقف ما دخل حلالاً إلا أحاله إلى ضياع وسوء عاقبة، وحوّل صاحبه إلى قلق وضياع وإعراض عن اليوم الآخر. وقلنا إن بعض الأشقياء لا تنفعهم المواعظ وإنما يصلح معهم الأخذ على أيديهم؛ ولكن كيف يقوم أهل الوقف على الوقف؟!. وبعضهم - أقول بعضهم - هم الذين يسرقون الوقف، ويقومون بمغالطة الله وعبادة الشيطان، فيبيعون الوقفيات أو يصطنعون الحيل أو السكوت عن آكلي الأوقاف!!. وقلنا: انظروا إلى بعض القائمين على الوقف، فقارنوا بين حالتهم الآن وكيف كانت من قبل، وكيف أن بعضهم يلجأ إلى الرياء – وهو الشرك الأصغر – ليظهر على الناس بالصلاح والتقوى وهو آثم وحالته مع الله على النقيض. إن السؤال الآن: لماذا فشل وزراء الأوقاف في عالمنا الإسلامي - واليمن بخصوص - في استرداد المال العام، مال الوقف؟!. فإذا كانوا عاجزين، فلمَ يصرّون على حمل الأمانة الثقيلة، وإذا كانوا قادرين؛ فأين أوقاف المسلمين؟!. الله الله يا عباد الله.. لقد خرب آكلو الأوقاف فسرقوها وغالطوا، فما أغنى عنهم مال الوقف من شيء، خربت قصورهم، وضاع أولادهم وعاشوا حياة نكدة لا تليق بالمؤمن الحر الصالح. وغداً يوم الحساب لن يستطيعوا رد مال الوقف، ولن تكون لهم الحجة قائمة ولكنهم سيقولون كما قال إخوانهم الأشقياء: (يا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل) كلا، لقد كنت قادراً على العمل فلم تعمل. فليعلم آكلو الوقف، وآكلو حقوق الناس أنهم الأشقياء المخذولون، وأنهم عن الصراط لناكبون (ولا تحسبنَّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، سرابيلهم من قطران، وتغشى وجوههم النار).