تظل نقطة البداية غير واضحة لدى بعض القوى السياسية ,الأمر الذي دفعها إلى السير في طريق لاتعرف نهايته ولاعواقب السير في طريق دون هدى, ولأنها لم تضع قدمها في الطريق الصحيح فإنها ستظل تعمل في العتمة ,ولن تتمكن من الخروج من ذلك الطريق المظلم مالم تعد إلى رشدها وتعلن تمسكها بالدستور والقانون وكل الثوابت الوطنية ,وأنها مع الشعب وتحترم الديمقراطية وتؤمن بنتائجها ,وتسعى لخطب ود الهيئة الناخبة وتصفي خلافاتها الجانبية وتتصالح مع نفسها, ثم تعيد ترتيب أوراقها وتحدد وبدقة ماذا تريد ثم تنظم أولوياتها. أما الاستمرار في السير في طريق لاتعرف نهايته وهي تدرك انها تفعل كل ذلك فذلك هو العيب الذي ينبغي الترفع عنه وعدم ممارسته ,لأن الاستمرار في ممارسته يدل دلالة قاطعة على أن مثل تلك القوى تبيت أجندة يكتنفها سوء النية ,الأمر الذي لايمكن أن يقبل به الشعب. لقد جربت أحزاب اللقاء المشترك كل الوسائل غير الدستورية التي اعتقدت أنها توصلها إلى السلطة ولم تجد من الشعب غير الرفض المطلق لأية وسيلة غير دستورية وقال الشعب كلمته الواضحة بأن السبيل الوحيد للوصول إلى السلطة هو الممارسة العملية للديمقراطية عبر الانتخابات الحرة والمباشرة والإيمان المطلق بنتائج الاقتراع ,وهذه الرسالة قالها الشعب اليمني في أكثر من مناسبة لأن هذا الأسلوب بات منهج حياة اليمنيين ,وأي خروج أو تراجع عن هذا الاتجاه لايمكن أن يقبل به الشعب فلماذا لايقرأ اللقاء المشترك هذه الرسالة بالطريقة الصحيحة ومن ثم يضع قدمه في بداية الطريق الصحيح؟ إن استمرار أحزاب اللقاء المشترك في خلق الأزمات وممارسة الكيد السياسي يعطي مؤشراً قوياً مفاده أن هذه الأحزاب قد تراجعت عن التعددية السياسية ولم تعد تقبل بالديمقراطية ,وإلا كيف نفسر تلك المماطلات والمماحكات التي تمارسها تلك الأحزاب؟ إن الفرصة مازالت متاحة أمام هذه الأحزاب للعودة إلى الطريق الصحيح واحترام الإرادة الكلية للشعب ,فهل تقتنص الفرصة لتتمكن من التصالح مع نفسها ثم مع الوطن ,نأمل ذلك بإذن الله.