«خبطوني بحجر كبير بالظهر ودقوني بالآلي بالرأس لما قولك إنه الموت وما عاد دروكش بحاجة». هذا ما قاله المجنى عليه أحمد حمود أحمد من أبناء منطقة الجعاشن وهو يسرد لإحدى الصحف تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبتها عناصر الإجرام في منطقة الحبيلين عندما أقدمت على بتر أذنه اليمني وجزء من اليسرى وعضوه التناسلي. حيث تم اختطافه من الشارع بعد أن أمضى يومين وهو يفترش رصيف الشارع ولم يعد يمتلك ما يعينه على الحياة في انتظار من يعطيه أجرة مواصلات إلى منطقته وبدلاً من ذلك تمت محاكمته من قبل ثلاثة من المجرمين ويصدرون حكمهم وينفذون أحكامهم ولم يجدوا معه شيئاً يدل على ما يدور في أذهانهم. ارتكبوا جريمتهم وتركوه ينزف في مكانه بعد أن تأكدوا أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يجده مواطنون فاقداً للوعي فقاموا بنقله إلى مستشفى ردفان العام ومنه تم نقله إلى مستشفى ابن خلدون بلحج ومن ثم إلى مستشفى الجمهورية بعدن. لم تكن هذه الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة في هذه المنطقة والمنفذة من قبل نفس العناصر، فالقتل على أساس الهوية أصبح جزءاً من المكون الفكري لهذه العصابات والتاريخ الماضي في أحداث يناير 1986م جزء من تاريخ هذه العصابات الإجرامية التي تأدلجت بالفكر الماركسي. هذه الأعمال الإجرامية لا يمكن أن يتقبلها أبناء مديرية ردفان الأربع الشرفاء الذين سطروا أعظم الملاحم البطولية في الدفاع عن الثورة اليمنية (26 سبتمبر) في نقيل يسلح وجبال المحابشة وفجروا ثورة 14 أكتوبر ضد المحتل البريطاني، كما أن هذه الأعمال دخيلة على المجتمع في هذه المناطق وعناصرها دخلاء على المجتمع بسلوكهم وفكرهم ولا يمكن لأي إنسان عاقل أن يحول بينهم وبين تنفيذ القانون في حقهم بل إني أجزم أن أبناء هذه المناطق سيقدمون الدعم الكامل للأجهزة الأمنية في تعقب هذه العناصر وتقديمها للعدالة لتنال جزاءها الرادع. لا أدري بأية عقلية يتصرف هؤلاء وهم يروجون لتبرير جرائمهم ضد الإنسانية، فالأجهزة الأمنية ليست بتلك البلادة والغباء في استخدام الأساليب والطرق الاستخباراتية التي عفا عنها الزمن وليست بحاجة في الأصل لمثل هكذا أساليب لأن كل ما تقوم به هذه العناصر في وضح النهار وهي معروفة بالاسم وتستطيع الأجهزة الأمنية استخدام طرق أكبر مما يدور في أذهان هؤلاء.. فلا تجعلوا من الأساليب التي تعودتم عليها إبان حكمكم الشمولي لجزء غالٍ من الوطن سبباً في قتل الأبرياء وتيتيم الأطفال وأرملة النساء. حاولت هذه العناصر خلال العام 2008م نقل جرائمها إلى مدينة عدن إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة حالت دون ذلك وبقيت هذه العناصر محصورة في إطار هذه المناطق وهو ما يحسب للأجهزة الأمنية خصوصاً بعد تمكنها من إعادة الأمن والهدوء إلى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج المعروف عن أهلها الميل إلى الهدوء والاستقرار ورفض العنف إلا أن بقاء مرتكبي حوادث القتل والتقطعات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية طلقاء لم تطلهم يد العدالة زاد ويزيد من فرصهم في ارتكاب المزيد من الجرائم ويدفع بأهالي وأقرباء الضحايا إلى استخدام وسائل وطرق توسع من دائرة الفعل ورد الفعل كما هو حاصل اليوم بين أهالي منطقة الرضمة في إب الذي قتل ابنهم ليلة عيد الأضحى المبارك في منطقة الحبيلين وخطف سيارته حيث اتسع نطاق خطف القاطرات من الجانبين مما ينذر بمزيد من المشاكل وتعقيدها. كما أن سياسة ضبط النفس وعدم الرد على الاعتداءات المتلاحقة على رجال الأمن والمواطنين لا تتناسب وحجم الاعتداءات المرتكبة ولا تخدم الأمن والاستقرار في تلك المناطق، فلقد ضاق أبناء ردفان والضالع ذرعاً بممارسات هذه العصابات وتعرضت حياتهم للخطر ومصالحهم اليومية توقفت مما دفع “بالمقاوتة” من أبناء الضالع إلى توجيه رسالة قوية لهذه العصابات بعد أن توقفت مبيعاتهم من القات بسبب الفوضى وقطع الطريق وإتلاف كميات كبيرة منه، فالقات هو المصدر الرئيسي للدخل في هذه المحافظة. تحوي هذه الرسالة انه إذا لم تتوقف هذه الفوضى فإن أبناء الضالع سيكون لهم موقف آخر.. وتم طرحها في لقاء جمع ممثلين مع المدعو صلاح الشنفرى القيادي في ما يسمى بالحراك.. أليس أكثر من هذا إشارة لأن تتحرك الأجهزة الأمنية بقوة لحماية الناس والحفاظ على مصالحهم؟.