تدفقت حشود بشرية غاضبة من اغلب مديريات محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، صوب عاصمة المحافظة، صباح الأحد 21 سبتمبر/أيلول 2025، للمطالبة بالقبض على قتلة مدير صندوق النظافة، افتهان المشهري. والتقت الجموع القادمة من مديريات الحجرية وصبر ومن مختلف أحياء المدينة ومحيطها الريفي في شارع جمال وسط مدينة تعز، لإيصال رسالة شعبية للسلطة المحلية والسلطات المركزية بأن قضية اغتيال المشهري صارت قضية رأي عام، وأنه لا خيار أمام السلطات غير القبض على القتلة وتحقيق العدالة. وأفادت مصادر محلية أن نقطة الهنجر في المدخل الجنوبي الغربي لمدينة تعز، التابعة للشرطة العسكرية، منعت دخول الحشود القادمة من مديريات الحجرية، غير أنها وتحت ضغوط الجماهير وتهديدها باقتحام المنفذ اضطرت لفتحه، ما يعد دلالة على أن السلطات العسكرية كانت تسعى لإعاقة التظاهرة الحاشدة التي غص بها شارع جمال. وأمام مبنى محافظة تعز المؤقت في شارع جمال، تجمعت الحشود من مختلف المديريات، لايصال رسالتها إلى السلطة المحلية والسلطات العسكرية والأمنية التي تحكم المدينة، مؤكدين أنه لا خيار غير الاقتصاص من القتلة ومن يقف خلفهم. وهتفت الحشود ضد من أسموهم ب"العصابة"، في إشارة إلى العناصر الخارجة عن القانون التي صارت تمتلك سلاح الجيش والأمن، ووصفوا أفعالها بأنها حولت "تعز" إلى "خرابة" بعد أن عاثت في المدينة قتلاً ونهباً. وفي الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها الحشود الشعبية أمام مبنى المحافظة بشارع جمال، تلت أسرة الشهيدة المشهري رسالتها التي وجهتها إلى السلطة المحلية، والتي طالبت فيها بالقبض على القتلة والمحرضين ومن يقف خلفهم، وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم وفقاً للقانون. وتعد حشود الأحد غير مسبوقة في مدينة تعز، وتعيد إلى الأذهان تلك التظاهرات التي شهدتها المدينة في العام 2011، ما يؤكد أن قضية اغتيال المشهري وحدت المجتمع، وأبرزت رفضه للاختلالات الأمنية التي تشهدها المحافظة، وتوق الناس لإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة. تم نسخ الرابط