يحظى التعليم في بلادنا.. الجمهورية اليمنية على مستوى قنواته التعليمية والتربوية ابتداءً من التعليم الأساسي والثانوي والجامعي وحتى الأهلي باهتمام متزايد باعتباره هو الرافد الاستراتيجي الذي يغذي المجتمع بالكوادر البشرية التي يحتاجها بل ويعتمد عليها في النهوض بأعباء ومتطلبات التنمية في مجالات الحياة المختلفة.. ويواجه التعليم على مختلف مراحله ومنظومته التعليمية وبحكم مكانته المرموقة في مسيرة المجتمعات مشكلات ومطالب متعددة ليس على صعيد بلادنا اليمن وإنما في العديد من الدول العربية والإسلامية وأمام هذه المشكلات والمطالب التي تواجه التعليم في بلادنا فقد اعطت الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم ومكاتبها في عموم الوطن اهتماماً متزايداً من حيث النوع لا الكم وهذا مايؤمن بصورة قاطعة خطط الانفتاح الاقتصادي والتنموي والاستثماري على حد سواء من التخطيط التربوي الدقيق والمتلازم مع مراحل التقدم الكمي والنوعي والتقني في العملية التربوية والتعليمية ولاسيما بعد الثاني والعشرين من مايو 90م وتحقيق المنجز الوطني العظيم.. الوحدة اليمنية المباركة.. وتلازمت هذه الخطوات المتسارعة مع الزيادة المضطرة في اعداد الملتحقين بالدراسة الأساسية والثانوية والجامعية ورياض الأطفال اضف إلى ذلك التعليم الأهلي وهذا يتطلب كما هو ضمن الخطط التربوية مواجهة هذا الزخم الهائل من الملتحقين وبناء العديد من المدارس لاستيعاب الأعداد الكبيرة وتوفير مستلزمات الدراسة والمعلمين والمعلمات لإحداث نقلات نوعية في جسم التربية والتعليم في بلادنا كما أن ايلاء التعليم بقنواته ومهماته ومخصصاته اصبح جزءاً هاماً من اهتمام الحكومة ونهجاً جديداً كمسار هام للتطوير التربوي والاجتماعي والاقتصادي لاحتواء الطلب المتزايد للتعليم الجامعي والثانوي والأساسي كاحتياطي رئيس للتنمية الشاملة وإعداد الشباب للمساهمة في مناحي المسيرة التربوية وتوظيف الأمثل اقتصادياً واجتماعياً لنتيجة حتمية للتطور التربوي التاريخي وتوظيف الآليات المناسبة للارتقاء بمتطلبات التنمية. وعلى مدى السنوات العشرين من قيام وحدتنا اليمنية المباركة تحققت لمسات حقيقية في منظومة التعليم وبالذات الجامعي والثانوي والرسمي والأهلي وكذا الأساسي وقد ترافق هذا مع تنفيذ العديد من المشاريع التربوية وتشييد المدارس والجامعات والكليات والمعاهد الفنية وهذا التطور شكّل رافداً حقيقياً للتوسع الأفقي والرأسي وفّر الطاقة الممكنة المساهمة في مسيرة البناء والتنمية إضافة إلى ماتحقق عبر هذه السنوات من نجاحات كبيرة في مستويات التحصيل الدراسي واداء المعلمين والمعلمات إضافة إلى مارافق ذلك من تأهيل تربوي وعلمي للمعلمين والعاملات في هذه المصفوفة التربوية وتناغم العلاقة الجديدة بين إدارات المدارس ومجالس الآباء والاهتمام الجدي بتطوير القدرات التربوية والثقافية والفكرية للطلاب والطالبات عبر النشاط الصفي واللاصفي والتعامل مع المكتبات المدرسية وتكثيف الندوات الفكرية والمسابقات الثقافية. وخلاصة القول وبشيء من الاعتزاز والإنصاف لماتحقق في بلادنا على هذا الصعيد المهم وفي استقراء واقعي وتطورات كمية ونوعية رأسية وافقية اتصفت بالتميز بصورته الجديدة وماعكسته من صور ونجاحات طيبة وقدرات عالية لمجابهة المخاطر التي تواجه العملية التعليمية والتربوية وإعداد الشباب الواعي المدرك جيداً للتحديات الراهنة والمساهم في عملية البناء والتنمية وايجاد قاعده اقتصادية تعزز من الدور الكبير لشبابنا للحد من مشكلات الفقر والبطالة وانهاء كل مظاهر الفساد والترهل الإداري وصقل همم وقدرات الشباب في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرة التعليم الذي يحظى بالاهتمام من القيادة السياسية والحكومة.