كم نحن في حاجة إلى أن تكون السنة كاملة (أسبوع مرور) حتى تتحول إرشادات وأنظمة السير والمرور إلى ثقافة يتقن تفاصيلها السائقون ويعرف قيمتها رجال المرور أنفسهم ومن قبلهم قيادات العمل المروري حتى يكونوا هم في مقدمة الملتزمين بها والمنفذين لها.. ويعملون على عدم التجاوز نزولاً عند حب المنفعة لهم أو للآخرين أو تحت إلحاح الوساطات والإحراجات. أمر التوعية.. هو الأهم.. وهو الذي يجب أن يسبق أي تطبيق أو تنفيذ لإجراءات مرورية جديدة أو حتى قديمة لم يتم تفعيلها.. وبدون التوعية والعمل على رفع الوعي المروري لدى المواطنين والسائقين تفشل محاولات التنفيذ مهما استخدمت الجهات المختصة من وسائل أو أساليب.. ولو وصل الأمر حتى للضبط والاحتجاز!!. سأعود بكم إلى حالة سابقة أكدت أن بالإمكان تنفيذ أي قرار أو أي إجراء.. ولكن بعد أن يتم الاعتماد على التوعية لفترة كاملة.. ومن ثم وضع الجميع في صورة ما سيتم اتخاذه من عقوبات.. لنجد بعد ذلك الكل كبيراً وصغيراً يخضع للتنفيذ بمبادرة ذاتية. تتذكرون قرار منع تركيب (العاكسات) على نوافذ السيارات.. وما تم حينها من توعية مكثفة عبر وسائل الإعلام والنشرات التي وزعت في الجولات المرورية والملصقات التي ملأت الشوارع.. وفي ذلك الوقت لم تنته المهلة المحددة إلا وجميع مالكي السيارات الفارهة والعادية ملتزمون بقرار المنع.. وكان الأهم في ذلك التفاعل هو أن المواطنين شعروا بعدالة التطبيق حين وجدوا كبار المسئولين والوجاهات أول من سارع للالتزام. وهذا يشدّنا إلى أن نؤكد ضرورة البدء بالتوعية والتحذير ومن ثم التنفيذ والتطبيق شرط أن يشمل كبار القوم دون استثناءات أو مجاملات. وأكيد لن أقدم أي جديد لو قلت بأني شاهدت مديراً مهماً في المرور يجلس في المقعد الأمامي لسيارته إلى جانب السائق.. وكلاهما غير ملتزمين بربط الحزام.. بل إن المدير إياه كان يتحدث بتلفونه (الموبايل) أمام أمة لا إله إلا الله أثناء مروره من شارع الزبيري.. وفي نفس الوقت بعض رجال المرور يترصدون من لم يربط الحزام أو يتحدث بالتليفون لا لتوعيته.. ولكن لتجريمه وتغريمه!. أتمنى أن تكون حياتنا مرتبة.. منظمة.. وتعاملنا يغلب عليه الذوق والاحترام.. وكل ما حولنا نفهمه بالمزيد من الوعي وبثقافة الالتزام بالنظام والقانون.. لنصل إلى ما وصل إليه الآخرون من تطور وحداثة.. ما لم فسنظل كما نحن نحرث في البحر.. ونتحدث عن التاريخ وأننا أصحاب حضارة وهناك من سبقنا في كل شيء.. والغالب منا يفكر اليوم وغداً وبعده في حق القات ومن أين سيأتي به!. [email protected]