شاء القدر أن يكون يوم الثلاثاء 22مايو 1990م محطة تحول في التاريخ اليمني , وشعلة مضيئة في سفر الحضارة اليمنية المعاصرة، إنه اليوم الذي أعيد فيه للإنسان اليمني هويّته التاريخية الضاربة جذورها عبر القرون والأزمان , هذا الحدث العظيم الذي أعلن فيه الشعب اليمني قدره ومصيره بوحدة مباركة باركها رب السماء، وحدة الأرض والإنسان والقدرات والإمكانيات، فاتسع الوطن اليمني وأصبح كبيراً ورقماً صعباً يؤثر ويتأثر في هذه القرية الكونية. ومن هنا يجب أن ندرك أهمية وعظمة الوحدة اليمنية ومردودها على الإنسان اليمني ليكبر ويعظم ويشمخ إلى مستوى حدث الثورة، وأن تكون الجهود موحدة والقلوب كذلك , فعناصر القوة تأتي انطلاقاً من وحدة الأرض ووحدة الإرادة والكلمة ووحدة الفكر والسواعد , ولهذا نجد الوحدة اليمنية المباركة في عيد الذكرى العشرين وقد حققت الإنجازات الكبيرة في البنية التحتية والتنمية الشاملة والنمو الاقتصادي والاجتماعي ونهضة خير ونماء في مختلف شتى نواحي الحياة , ولا سبيل للمقارنة , ولا ينكر خيرات الوحدة إلا جاحد ومكابر وجاهل .. والخيرية لاشك ولا ريب في الوحدة , وهي أمر إلهي ؛ يقول الله تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً}. فالوحدة إذن هبة الله ونعمة عظيمة على الشعب , ومن يدعُ إلى غير هذا فإنما هو شيطان أخرس وإنسان أحمق، جُبل على الضلالة وعلى الحقد وسفاهة العقل وانعدام البصر والبصيرة، وهو على غير مراد الله وشريعته ومنهاجه، وإلا بالله عليكم كيف نسمع بدعاوى الردة والتشرذم والعودة إلى ما قبل يوم 22مايو 1990م وهناك في العالم من يدعو إلى اتحادات وتجمعات الوحدة مع أنه لا يتوفر لأولئك من مسببات التوحد سوى قوة اقتصاد وسياسة , بينما مسببات وحدتنا هدف رباني , وهدف دنيوي وتعبّدي وأخروي، وحدة أرض وإنسان وتاريخ وعقيدة ومصير وإرادة , ولهذا فإن الوحدة اليمنية قدر ومصير الشعب اليمني. ولن نحيد عنها أبداً , وفي سبيلها نبذل الغالي والنفيس لتبقى شامخة شموخ عيبان وشمسان , راسية كجبال اليمن , وهي محروسة من الله ومن أبناء الشعب اليمني قاطبة , وستمضي رايتها عالية شامخة حتى قيام الساعة إن شاء الله , والله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار، والمجد والخلود للوحدة اليمنية .. الرحمة والغفران لشهداء الثورة والجمهورية والوحدة , وكل عام ووطننا اليمني في خير وتقدم وازدهار.